علي أبو الريش
في ترأسه اجتماع هيئة الهوية، أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، نائب رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهوية، أن الإمارات مؤهلة أن تصبح واحدة من أفضل دول العالم في عام 2021، بفضل السواعد البانية والعقول المتفانية، والإرادة الصارمة والعزيمة الحازمة، وأكد سموه أن القيادة تتطلع إلى وصول جميع مراكز الهيئة إلى مستوى 7 نجوم.
هذه الكلمات، نفثات من فضاء الوعي، ونثات من سماء الرؤية الواضحة، وزخات من مطر العطاء، وهي الطاقة المفتوحة على العالم بكل شفافية وحيوية، واستنارة عقل ومنارة فكر.. الإمارات اليوم، إذ تثب نحو الغايات السامية، وتخطو باتجاه الأهداف عالية المستوى، إنما تتكئ على وعي أبنائها بقيمة الجودة والجود، وبأهمية العمل الجماعي، ضمن فريق أسري، يجمع أعضاءه الحب للوطن والانتماء للقيادة، والوفاء للتاريخ، وفي مرحلة زمنية مفصلية، من تاريخ العالم، أصبح من البديهي الطموح إلى ما هو أكثر امتيازاً، ومن الضروري التطلع إلى مستوى يليق بطموحات القيادة، ورؤيتها السديد. قيادة وفرت جل الإمكانات، وسخرت كل أدوات النجاح، وذللت أشد العقبات، ووضعت مقدرات البلد بيد إنسانها لكي يعمل بمسؤولية، ويجتهد بالتزام، ويقدم كل ما لديه، ليس كونه موظفاً في دائرة أو مؤسسة، وإنما لأنه ابن الأرض، وهو خليفة الله على ترابها، وواجبه المقدس، أن يصون الأمانة بصدق وإخلاص، وأن يبذل النفس والنفيس من أجل صناعة غد يشرق بإنجاز أهله، ويبرق بشعاع من شعت قلوبهم بنور الود والسد، ونبل الكد والجد.
هذه هي شخصية الإمارات، وهذه هي سمات قيادتها، وهذه هي صفات شعبها، فالسجايا نقية، والثنايا وفية، والطوايا من جذور الصحراء تستلهم العبقرية، والنبوغ والبلاغة، والفصاحة والحصافة، والقدرة الفائقة على تجاوز الحاضر لمراحل ما بعد الغد، لأن الجواد الصحراوي ثابت واثق الخطى، رشيق أنيق، لبق وحذق، نبيل أصيل، جميل، في وثبته أناقة، وفي نظرته لباقة وفي التفاتته رشاقة.. هذه هي وصفة الإمارات السحرية، وصورتها الملحمية على مدار التاريخ واليوم، عندما تفتش عنها، تجدها بين النجوم، وعندما تسأل عنها تجيبك الغيوم، بأن هذه الدولة، سحابة ممطرة، وسفينة إلى الأمام مبحرة، ونخلة أثمارها من عطاءات الله المعطرة.. هذه هي الإمارات، بفضل قيادة رسخت الحب، وجذرت التلاحم، وغرست الولاء، فأنتجت شعباً، تحلى بصفات الأصفياء، وسمات النبلاء، وهكذا وطن يسكنه الأوفياء والنجباء، لا بد وأن يبدو استثنائياً، فريداً مجيداً عتيداً تليداً يسطر تاريخه بحبر مبتكر، وحرف مزدهر، بالرونق والزهد والازدهار والافتخار.. وهكذا وطن يستحق ما ناله من احترام الآخر له، ومن انبهار الآخر بمنجزاته المدهشة.
هكذا وطن، لا يمكن إلا وأن يعشقه القاصي والداني، لأنه أيقونة الأوطان، وسيمفونية الأزمان.