تحن إليك القصيدة يا حبيب

تحن إليك القصيدة يا حبيب

تحن إليك القصيدة يا حبيب

 صوت الإمارات -

تحن إليك القصيدة يا حبيب

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

تحن إليك القصيدة يا حبيب، وأنت المعنى بالمعاني، وأسباب الدلالة في الثنيات وفي أحلام العشاق الذين أغدقوا وما استغرقوا وقتاً في ترتيب الكلمات على صهوة اللغة وما جاش في ضمير الشعر.
تحن إليك القصيدة وحلم تمشى على رموش الوعي يستدعي فينا الذاكرة كي تكتب أنت عن لوعتنا، وعن صولة الأقلام التي ما هجرت مدادها طالما في الوعي تسكن قصيدتك، وطالما في القصيدة تكمن المعاني ولغة أشبه بعيون امرأة كحلت بدمعة الفراق يوم سجيت القصيدة وأنت الشاهد، وأنت الواعد، وأنت المكائد، والمراهن على كلمة تكون أشد مضاضة من لمعة السيف ومن وهج النجوم الطالعات في سماء العشاق، والذين أعيتهم الشهقة حين كنت أنت في السديم تتابع آخر ما جرى على صفحات جريدتك التي أنت في أول صفحاتها خبر وفي آخرها شعر، وفي الحالتين أنت.. أنت الجذر، وأنت السبر، وأنت النهر، وأنت الوطر، وأنت الطور، وأنت الحبر، وأنت القرطاس والقلم.
تحن إليك القصيدة يا صديق، ويحن الرفاق إلى حبيب أحب، فأعطى، وبذل وأجزل، وتمادى في البوح شعراً، وتمادى شغفاً يلون البحر بأشواق النوارس، وأحداق حارسات الأمل.
تحن إليك القصيدة يا حبيب الشعر، يا صائغ القصيدة،  وأنت في طمأنينتك، ملهم مهم، مفعم بالحنين إلى من ودعتهم، ومن أدمعتهم، ومن أوجعتهم آخر شهقة، كانت صرخة، في الوجود، كانت، وكانت كما كنت أنت دائماً في الشغب الجميل، رفرفة على جفون الواقع، تمنحه الوهج، كما تمنحك التطور نسلاً في تلافيف الحياة، تمنحك التألق، والتدفق، والترقق، وأنت الجدول في حقل محبتنا، أنت المنجل في تربة وعينا، أنت الكناية والاستعارة، وأنت الأصل في الشعر وليس التشبيه، أو أنت اللغة دماً في عروق القصيدة، وأنت البداية في نسق الحداثة وفي ميلادها وتغريدتها، وهمسها، ونبسها، وسكبها، وسبكها، وجذلها، وبذلها، وشوقها، وتوقها، وصوتها، وصيتها، وعطرها ووطرها،
وطورها، ووترها، وشفعها، أنت يا حبيب الذي كنت في حضرة الشعر قصيدة تدوزن حلمها، وترتب ضفائرها، بمشط وعيك السابق لأوان المرحلة، وأنت في المسافة ما بين البيتين، قصيدة أخرى تتجلى في نصوعها وفي صناعتها، أنت.. أنت في الحاضر والماضي، والآتي، سمت الكلمات، وجذوة الضوء لمن سيأتون، ومن سينهلون، ومن سيرتلون، ما قيل في قصيدة حبيب، وما قاله في الشعر عن قصة قلب عشق الشعر كما تعشق الفراشات الوردة البرية، كما تسمو الأشجار بطيورها المعششة بين أغصانها.
تحن إليك القصيدة يا حبيب، كما نحن إلى حضورك الواسع في قلوبنا، وفي اتحادك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحن إليك القصيدة يا حبيب تحن إليك القصيدة يا حبيب



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة

GMT 03:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لقاء ودي بين محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي

GMT 02:31 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحمى طفلك المريض بضمور العضلات من الإصابة بفشل التنفس ؟

GMT 03:01 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يسدل الستار على فعالياته الثلاثاء

GMT 11:49 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

بلدية العين تنفذ حملات تفتيشية على 35 مقبرة

GMT 21:50 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

جينيف سماء ملبدة بغيوم الحنين والبهجة

GMT 22:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"سامسونغ" تُطلق ذراع تحكم بالألعاب لهواتف أندرويد

GMT 10:58 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

"كلاكيت" رواية جديدة للكاتب محمد عبد الرازق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates