بقلم - علي ابو الريش
بجهود مخلصة، وبذل سخي، وعطاء لم يتوقف، وبفضل القيادة الحكيمة ودعمها المستمر تمكنت المؤسسات الصحية في بلادنا من دحر الجائحة، وبتعاونها مع الجهود الإنسانية والصحية في العالم أصبحت الجائحة في زمن الماضي، ولم تحتفظ الذاكرة إلا بصورة غاشمة طرحتها الجائحة، في الأذهان، الأمر الذي يجعلنا نقف في المحطة السليمة وفي المنطقة الزاهية من الحياة، طالما هناك جند مؤزرون بالصدق، والحمية والإرادة والعزيمة والحس الوطني العالي، لن نضل الطريق إلى العافية، لأن في هذا البلد هناك طاقة إيجابية عالية السعرات الحرارية، تقوم بحرق، كل ما هو معرقل للحياة، طاقة تعمل بقوة الحب على إزالة الأعشاب الشوكية من طريق الذين يحلمون بحياة سخية، ووثيرة، وغنية بالمعاني، حياة مزخرفة بالعشب القشيب، حياة لا يجليها غث، ولا ورث، حياة الناس الأوفياء للحياة، حياة الإنسان الذي وهب نفسه للعمل الدؤوب من أجل حقل مزروع الفرح، ومن أجل سهل مفروش بالأخضر اليانع، ومن أجل مساحة واسعة مشعة بمصابيح الأمل، ومن أجل وطن تسير قواربه على سطح من التفاؤل، هكذا علمتنا قيادتنا، وهكذا بقت في أرواحنا أثير القوة، وحب النجاح، وعشق السحابات الممطرة.
الإمارات تنتصر، وتفتخر بأبنائها الأفذاذ الذين سهروا لكي ينام الآخرون بعين قريرة، ونفس مطمئنة، وروح تسترخي على أريكة السعادة.
الإمارات تعبر المحيط، وتصل، ولا تنفصل أبداً على طموحاتها الكبيرة، الإمارات تفصل قماشتها من حرير الشفافية، وتقدم للعالم درساً، البطولات، والنضال من أجل أن ترتفع الأعناق، وتنتعش الأشواق، وتتسع الأحداق.
الإمارات تنقش ثوب الفرح بلمسات أناس وضعوا البلسم عند شفة الذين واجهوا المأزق، ثم تجاوزوا المحنة بفضل الأتقياء الذين ركعوا خاشعين، مؤمنين بأنهم قادرون على أن يهزموا الوباء، وأن يحولوه إلى ذكرى تختبئ في معطف الماضي.
شكراً لهذه القافلة، قافلة الخير، وبذخ الجهد، شكراً لهم جميعاً رجالاً ونساءً، هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم، ونسوا حتى بيوتهم وأطفالهم متفانين من أجل تعود الحياة إلى طبيعتها، وأن يعيش الناس جميعاً في كنف وطن عاش منذ الدهر الأول في تكاتف، وتعاون، وتعايش كتفاً بكتف، وما بينهم أكسير الحب، يثبت أقدامهم، ويكرس أحلامهم، ويرسخ آمالهم، ويضعهم دائماً في مركب الأسفار المبهرة.
شكراً لهم لأنهم منحوا الابتسامة بعد سنة من الاختباء خلف القماشة الزرقاء، ولكن هذا هو نتاج الصبر، المجلل بحب الحياة، الانتصار يأتي مكللاً بالثقة، ونفاذ البصيرة.