وجه يفرحك
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الجمعة 7 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

وجه يفرحك

وجه يفرحك

 صوت الإمارات -

وجه يفرحك

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

تخيل أنك دخلت على شخص يدير مؤسسة، أو دائرة أو وزارة، ولأول وهلة وأنت تقف وجهاً لوجه مع هذا الشخص، وعند جلوسك في المقعد المقابل، لمحت ابتسامة تتمشى على محيا هذا الشخص، مثل الفراشة وهي تحبو على وريقات الوردة.

بطبيعة الحال سوف تنفرج أساريرك، وتتسرب جداول الفرح بين أضلاعك، وستقول في نفسك ها قد وصلت، وسوف تظل تتأمل وجه الرجل الذي أمامك، وكأنك تقرأ كتاباً في تفسير الأحلام.

وسوف يشجعك هذا المشهد، على سرد قصة ما جئت من أجله من دون خجل أو وجل، أو جفول، وكلما اتسعت ابتسامة الشخص، ولمع بريق عينيه، كلما شعرت أنت بالانتصار على ضعفك، وأحسست أنك تخوض في مياه عذبة، وأن الشجرة التي جئت لترويها، سوف تنشرح وتتفتح أزاهيرها، وتتفرع أغصانها، ولن تخرج من هنا، إلا وقد تحققت أمنياتك، ولبيت حاجتك، وأنجزت مشروعك بنجاح باهر.

وربما لن تحقق شيئاً من كل هذا، ولكن الذي سيجعلك منتصراً، مظفراً، ومنفتحاً على الفرح، هي تلك الابتسامة التي أسفرت عن بداهة الفطرة البشرية، وحبنا للابتسامة، لمدى ما لها من أثر على تخصيب تربتنا، وتلوين أعشابنا بالأخضر اليانع.

فللابتسامة سحر، وفجر يطلع على القلوب، فينبت فيها الأزهار، ويضع على خاصرة الطير أجنحة خرافية، تجعلها تحلق في الفضاء، كأنها الطائرات الورقية الملونة بالسعادة.

للابتسامة عطر يجعلك تخفق بأحلام أبهى من ضوء القمر، وأجمل من عيون الطير، وأنبل من لفتة الغزلان في رتوعها وربيعها.

للابتسامة منطق الطبيعة، وفطرة النحلة، للابتسامة فكرة الخلق والإبداع، ونبوغ العبقرية، في ذهن الأشخاص الرائعين.

ولكن عندما يواجهك الوجه المغاير، عندما تبتلي بوجه أشبه بالمرآة القديمة، فترى وجهك من خلاله مثل شبح قادم من ظلمات الدهر، ترى وجهك مثل ورقة لوز عصفت في مصيرها ريح صرصر، ترى وجهك كنقمة أزمنة غابرة وتراه هو كحلم ليلة موغلة في الحوادث المبتسرة، تراه هكذا وأنت تجلس قبالته، وكأنه مخلب عصبي جبان، تراه وكأنه ناب من صروف الدهر، وكأنه رغبة مبتورة، وكأنه لحظة مباغتة مصفودة بأغلال البؤس، والرجس، والنحس.

عندما تمنى بخسارة زمانك، ومكانك وتقابل هكذا وجه، فإنك تخسر عمرك، وتفقد البصر والبصيرة، وتعيش اللحظة، وكأنك عشت العمر كله.

ندما تصاحبك هذه الورطة، فإنك تخسر رصيدك من الفرح، وتنال ما ناله الحلاج في محنته الوجودية، وتقع في الحفرة السوداء، تقع في المأزق الوجودي وأنت تتأمل وجهاً مثل لعنة إبليس، وتنظر إلى ملامح، تشوّهت إثر تجاعيد العبوس، وترهّلت بفعل وباء غلظة القلب، وفظاظة الروح، وفجاجة العقل.

تشعر حينها أنك وقعت من علٍ، وأن قلبك الذي كان بين أضلعك، قد غادر مكانه، وانسحب إلى مكان ما لا تدري أنت وجهته.

هذا الوجه يسلبك إنسانيتك، ويستولي على كيانك، ويحوّلك إلى حزمة من الأسئلة التي لا جواب لها غير أنك تفر بجلدك، وتحترم ذاتك، ولا تكرر مثل هذا الخطأ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجه يفرحك وجه يفرحك



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 06:03 2014 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

"شارب" تعتزم إطلاق شاشات هواتف ذكية بتقنية 4K

GMT 20:33 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية رابعة الزيات تعود إلى الشاشة بفكرة برنامج جديد

GMT 03:18 2013 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

"طاقة الإماراتية" تشتري من شركة فرنسية 50% في مزرعة رياح

GMT 17:47 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

جالطة سراي التركي يعلن التعاقد مع توران

GMT 23:23 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

انطلاق فضائية "مصر قرآن كريم" بتلاوات نادرة

GMT 14:56 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

سلطان بن خليفة يحضر أفراح البلوشي والحمادي وبيشوه

GMT 12:18 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

أمل كلوني تلفت الأنظار بثوب أبيض حريري

GMT 00:27 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

انكسار "الترمومتر الزئبقي" قد يؤدي إلى الموت

GMT 08:09 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يسعى للاستثمار ببيع اللاعب رافينيا

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

نور الشريف

GMT 09:50 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

"منارات زايد" تنشر العلم في مختلف أنحاء العالم

GMT 07:04 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"طيران الإمارات" تزيد عدد رحلاتها إلى أورلاندو

GMT 08:45 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

أجمل ألوان البيج الرائعة لموسم خريف 2016
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates