بحجم المحيط

بحجم المحيط

بحجم المحيط

 صوت الإمارات -

بحجم المحيط

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

هي صورة أبلغ من الكلام، وأفصح من لمعة القمر، هي صورة تتسرب في الذاكرة كأنها الدماء في العروق، كأنها الماء في أحضان الجدول، كأنها السماء وهي تسقط نجومها على عيون العشاق، كأنها النجود الخضراء وهي تلون الرمل بالحياة، كأنها العناقيد وهي تدلي ببوحها عن مضمون الجمال، كأنها اللغة عندما تمتطي صهوة النبوغ، كأنها الموجة وهي تجدل الموال في وجدان نهام عتيد، كأنها الحلم في عيني المها، هي تلك الصورة التي جمعت أم الإمارات، بالابن الوفي، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو ينثني حناناً بين يدي من قدمت للأسرة الكريمة، كما قدمت للإنسانية، ما تعجز عنه العبارة، وتجف بصدده الأقلام، أم الإمارات، رفيقة درب ذلك الرجل الشهم، المؤسس، والباني، ومشيد نهضة الإمارات ورفاهية الشعب، اليوم، ونحن نتابع بدهشة هذا الطوق المؤزر ببذخ الحب وشفافية العلاقة بين الأم والابن، نشعر بعظم الدور الذي يقوم به سموه، وهو يقدم درساً في الحياة، لهو أعظم من كل تلاوات المدارس، والجامعات، والمؤسسات العلمية، إنه الدرس الذي تحفظه ذاكرة الإنسانية، وجيل الإمارات على الأخص، لأنه الموعظة الطالعة من وجدان إنسان، نهل من رشفات العذوبة التربوية ما جعله يتجلى في الواقع فذاً جهبذاً ينافس في علاقته بالآخر، كما هي علاقته بحضن الأم، ويسجل للتاريخ مقالة شفوية عفوية، تتمتع بكل بلاغة المشاعر، ونبوغ الإحساس، وصفاء الوجدان، ونقاء الروح، منتمياً إلى نفسه ومن دون مواربة، ملتصقاً بذاكرة لم يكدر صفوها عالم التغيرات الكبرى، بل إنه يضع نفسه عاشقاً للحياة، مندمجاً في الوجود، إنساناً، وابناً، وأباً، وقائداً وسياسياً، كل ذلك يقع في بوتقة الرجل العصامي، الذاهب إلى العالم بفكرة «أن الأم مدرسة، والأم الشجرة الخالدة التي تتفرع منها الأغصان، لتبدو الحياة باسقة، متناسقة، هيفاء، يانعة لا تشوبها شائبة ضعف، ولا إضعاف».
هذا هو الدرس الذي أراد سموه أن يرسله إلى كل الأبناء في أنحاء المعمورة، وهذا هو الصوت الذي ودَّ سموه أن يسمعه أطفال العالم وشبابه، لأنه لا صوت يعلو فوق صوت حب الأم، فهي الجذر، وهي النهر، وهي حصاة الصبر التي ألهمتنا كيف نرتقي بأخلاقنا، وكيف نجعل من الحب طريقاً للوصول إلى سلام النفس، ووئام الروح، وانسجام مشاعرنا.
هذا هو صوت محمد بن زايد، وهذه هي شريعته في الحياة.. حفظ الله لنا هذا القائد، وحفظ وطننا من كل مكروه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بحجم المحيط بحجم المحيط



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates