التعصب لا دين له

التعصب لا دين له

التعصب لا دين له

 صوت الإمارات -

التعصب لا دين له

بقلم : علي أبو الريش

يأتي اغتيال النائبة البريطانية عن حزب العمال، جوكوكس صرخة مدوية في وجه السلام النفسي وليعبر بوضوح وجلاء عن أن التعصب كائن أعمى، وأن الانحياز إلى الانغلاق وحش كاسر، يغوص في شرايين العشب الأخضر لاقتناص حياة الأبرياء، فلا دين ولا ملة ولا عرق ولا لون لهذا الكائن الناقم المتفاقم، المتعاظم في مجتمعات مختلفة ولا علاقة له بجغرافيا أو تضاريس لأنه موجود حيث توجد الاحتقانات، وحيث تتكاثف الأخلاق البذيئة والقيم الرذيلة، والمشاعر المبتذلة.

النائبة البريطانية لم تحمل سلاحاً، ولم تتخندق في ثغر العدوانية، وإنما عبرت عن رأي ومن حق كل إنسان أن يفصح عن رأيه مهما كان نوع هذا الرأي، وعلى من يخالفه أن يأتي بالحجة الدامغة، والدليل على معارضته، لا أن يتسلل من خلف الحجب، فيطلق رصاصة الموت لينهي حياة إنسان بدم بارد، وروح خامدة، وضمير تجمد في صقيع اللامبالاة.
في كل الأديان والأعراق، هناك شُذاذ الآفاق، وهناك ضيِّقو الصدور، وهناك عديمو الضمير، وهناك صغار العقول، هؤلاء الذين شيدوا حصوناً من الحقد، ونسجوا حبالاً من الكراهية، وبنوا أكواماً من العدوانية، وتسوروا خلف ركام من رماد الذات المتورطة في الكبت.

ففي أي مجتمع من مجتمعات الدنيا، سواء كانت ديمقراطية أو شمولية هناك من شذوا في نار الأهواء والأنواء والأرزاء، وأطاحوا بالقيم الإنسانية، وهزموا الحقيقة كما هزمهم الحق، وباتوا نتوءات شاذة في مجتمعاتهم ولا يعبرون بأي حال من الأحوال عن القيم العامة السائدة في المجتمع، هؤلاء اعتصموا بحبل الانحياز إلى الباطل، وسيّجوا أنفسهم بأفكار جهنمية لا تعرف الحق، ولا تقترب منه لأنهم ارتضوا أن يكونوا هكذا لأنهم يعانون من مركبات النقص الذاتية، ويقاسون من عقد النقص فحتى يثبتوا وجودهم لا يملكون إلا القضاء على الآخر المختلف، وإنهاء حياته بهذه الصورة الدموية المرعبة، والمشهد في بريطانيا يتكرر في كل مكان، لذلك فإن الجميع.. جميع الشرفاء في العالم تقع على عاتقهم مسؤولية مواجهة هذا الغدر، ومكافحته بمختلف الوسائل والأدوات، والتخلص من هذا الداء واجب إنساني يقتضيه الالتزام الأخلاقي والحضاري.. ويجب أن نؤمن تماماً بأن الحضارة البشرية، مهددة بمثل هذا السلوك، والخلاص منه يتطلب التكاتف والتضامن، فما يجري في بريطانيا أو أي مكان آخر هو في النهاية يهمنا وعلينا تقع مسؤولية المجابهة بحزم وإصرار وتصميم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعصب لا دين له التعصب لا دين له



GMT 09:41 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحلامهم أوامر

GMT 14:07 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

العربية هي الأرقى

GMT 14:04 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

في معلوم السياسة في مجهول الكياسة

GMT 22:27 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبراج الإمارات السعيدة

GMT 21:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

في يوم العيد

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 02:59 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 صوت الإمارات - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates