بقلم : علي أبو الريش
خلفان الرومي قامة وطنية. روحه وأعماله باقية بيننا، وكلمات تضيء الذاكرة، بقناديل الحب والود، والعرفان، لرجل أفنى حياته شريكاً أساسياً في صناعة مجد الإمارات وتاريخها الناصع. وعندما يستعيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
هذه المشاعر أمام كوكبة من نخب الإعلام والفكر العربي والعالمي، إنما هو يقدم درساً في الصدق والإخلاص والحب، لكل من ساهم بجد واجتهاد في صناعة غد الإمارات، وخلفان الرومي، رحمه الله، من الرجال الذين رسموا الصورة المثلى، للإنسان الإماراتي، الذي يبذل النفس والنفيس من أجل نهضة الإمارات ورفعة شأنها، لذلك لا غرابة أن يصبح إنسان الإمارات هو الأسعد في هذا العالم، لأنه إنسان يسكن ذاكرة القيادة في حياته أو بعد رحيله، وهذا يعني أن الوجدان الإماراتي، هو صحراء نبيلة، تحفظ الود والسد، مع شجيراتها وفي أقسى الظروف، وهكذا ستظل الإمارات دائماً واحة للعقل المتوقد واعية بأهمية الإنسان، وباحة للقلب المعشوشب حُبّاً، لكل من تسير قدماه على الأرض الطيبة، هكذا هي الإمارات علاقة التواصل ممتدة بامتداد الجغرافيا، منفتحة بانفتاح التاريخ، متسربة في العروق والشرايين كما هي عذوبة الماء.
هكذا هي الإمارات لا تنسى أبناءها المخلصين، ولا تغفل عن إنجازاتهم وتضحياتهم. هكذا هي الإمارات توارثت القيم السامية من ديننا الحنيف ومن سجايا الأولين، الذين شيدوا على صدر الصحراء، مهد المحبة، وسعادة الأجيال، هؤلاء الأولون أبناء البحر والجبل عشاق النخلة النجيبة، كان لموالهم صدى البحر، ولشلاتهم بوح الصحراء، هؤلاء هم الذين نحصد اليوم نحن ثمار عطاياهم وما أبدوه على مدى التاريخ من خيم الوفاء وعرايش الشفافية.
هؤلاء هم الذين نقرأ دروسهم، فنجد في بوح قيادتنا الرشيدة ما يستدعي تفاصيل التاريخ، فعندما يذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أصحاب القلم بقيم خلفان الرومي وإرثه التاريخي وسجاياه، إنما يريد أن يقول إن الحب وحده قاسمنا المشترك والإخلاص وسيلتنا في تثبيت قواسمنا لأنهما من أمة لاتستطيع أن تعيش خارج التاريخ ولا بعيداً عن رموزها، وخلفان الرومي، الرمز والمثال والنموذج في العطاء والسخاء، والوفاء، والنبل في التعامل مع الآخرين، لذلك استحق كل هذه الاستعارة، وكل هذا الصقل لذاكرتنا. وشكراً للأوفياء، شكراً للعشاق الذين يرسمون من الوطن لوحة خطوطها هذا المنجز الرائع، وحبرها دماء النبلاء.