ما هي السعادة

ما هي السعادة؟

ما هي السعادة؟

 صوت الإمارات -

ما هي السعادة

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

نجتهد، ونبذل جهوداً مضنية كي نبلغ برج السعادة، وعندما لا نصل نصاب بالضجر، وتكتسحنا غيمة داكنة اسمها الكآبة، ولا نستطيع أن نلغي من أذهاننا الآخر، ودائماً ما نلقي باللائمة على هذا المشجب التاريخي.
وكم هي جميلة كلمات الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه في قوله عن السعادة: «إذا ما لديك سبب للحياة، فيمكنك تحمل أي كيفية لها». يمكن لحياة ذات مغزى أن تكون مرضية للغاية حتى في خضم المشقة.
ستكون تعيساً لو ولجت القفص الذهبي من دون اقتناع بأهمية الحياة الزوجية، وسوف تكون أكثر تعاسة لو أنجبت لك الولود جحافل من الأبناء، رغماً عنك، ومن دون قناعة ذاتية منك.
ستكون محطماً لو دخلت الجامعة، وتخصصت في مجال لا ترغب فيه، بل أرغمت عليه بناء على رغبات الآخرين.
ستكون واهناً لو تقبلت العمل مع مسؤول غير مقتنع أنت برفقته لأسباب مختلفة، وسوف تصبح حياتك في كدر، والفشل لا بد له وأن يحالفك مهما اجتهدت لإرضاء ضميرك.
عندما لا يصبح للحياة معنى، يجزر بحر السعادة وتتلاشى موجاته تحت رنين مغناطيسي رهيب اسمه التعب النفسي جراء الإحساس بعدمية المغزى بكل ما تقوم به من أجل السعادة.
السعادة، هي نهر، تلوثه تلك الترددات المشوشة للعقل، وهو يذهب إلى فتح مظروف لا يجد فيه ما يمني النفس بقيمة ما لما تتوقعه.
السعادة، هي الزمن الذي تقطعه بدءاً من أول نظرة، وانتهاء بآخر خفقة، وما بين النقطتين لا بد من وجود سجادة ما ملونة بما يكفي لإدهاشك، واقتيادك إلى مرابض الحقيقة التي جئت أنت منها، وإليها تعود.
السعادة، هي ليست هناك، أو في أي مكان ما، السعادة هنا، أي فيك، فإذا لم تكن أنت ذات معنى، فكيف هي السعادة المستوطنة في أعماقك، تكون ذات مغزى، وذات لون، وذات صوت، وذات لحن يؤلب فيك الحياة، ويحرض جداولك كي تتحرك بين ثنايا الأشجار، وتجعل الحقول في حالة احتفال دائم وبهجة لا تطفئ قناديلها.
السعادة مثل الشجرة، إن لم تغزوها غيمة ذات معنى، فلن تنشر أوراقها، كما هي أشرعة السفر.
السعادة هي طفل بريء، عفوي، ولكنه ذكي، ودقيق الملاحظة، إن لم يجد معنى في مد يديك نحوه، فلن يلتفت تجاهك، ولن يمنحك ابتسامته. 
السعادة لك إن كانت حياتك تحمل في طياتها معنى للوجود، ومغزى في التواصل مع مفردات الآخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هي السعادة ما هي السعادة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates