البحر والصحراء بيئتنا وبيتنا

البحر والصحراء.. بيئتنا وبيتنا

البحر والصحراء.. بيئتنا وبيتنا

 صوت الإمارات -

البحر والصحراء بيئتنا وبيتنا

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

كانت الشجرة في الصحراء ظلاً وخلاً وشيئاً في الوجدان مثل النغمة الهائمة في شرايين الألق. 
وكان البحر دراً وسراً وشيئاً في العينين، له بريق الحياة، وشغف القلوب الذاهبة عمقاً في الأبدية. ولم تذبل الشجرة، ولم يجف البحر، فكلاهما جدف باتجاه الحلم الأزلي، كلاهما تسامق في مشاعرنا مثل عناقيد النخلة، مثل موجة عارمة، وها نحن اليوم نقطف من قلادات البحر لمعة الظفر بالتطور، ونملأ جرات وعينا من عذوق البلح الطيب، ونمضي في العالمين بحارة بمهارة الزعانف العريقة، وحادبين في ميادين الرقي، موشحين بعلامة مميزة تشير إلى أننا تجاوزنا الأرض راصدين في الفضاء نجمة تظلل رؤوس الأشهاد، وهناك يبقى ترصدنا، وسعينا، وحثنا، وبثنا وريعان طموحاتنا، وشباب أمنياتنا، وسموق تطلعاتنا، وبسوق رؤيتنا، هناك وإلى أبعد من هناك تبقى شمعتنا مضاءة الأشرعة ترفرف كأنها الأجنحة، هناك ونحن في عالم لا يعرف إلا الأقوياء، نكلل الجهود بالعمل الاستثنائي، ونتوج العمل بمصابيح النجاح ونرفع سعرات حرارية لكل خطوة.
وفي كل خطوة نحن هناك في المستقبل نفتل خيوط قماشة الفرح، وننسج من حرير بهجتنا فساتين السعادة، ونمضي فارعين مثل الغافة، مهفهفين مثل أغصان يانعة، حبورين بشبابنا الذين يغدقون الوطن بأحلام أزهى من وجه القمر، وأرفع من محيط المريخ، شبابنا، هم سواعدنا التي تنحت المجد في ضلوع الزمن، وترسم صورة الواقع البهيج على سبورة الحياة، وتسكب رحيق الأماني في كأس وعينا، وثقتنا، وثباتنا، ورسوخنا، وشموخنا، ومهارتنا في إدارة عجلة المركبة، كي نصل، وكي نحقق ما نرمي إليه، وكي نوثق صلتنا بالوجود، وهو الذي يوعينا كي نواصل ونمضي من دون تعثر، أو تبعثر، أو تخثر، بل لنتجذر، ونغرس عروقنا في صميم الكون كرواد للنهضة العلمية في القرن الحادي والعشرين.
وهذه حقيقة وليست مصادفة أو مجافاة للواقع، فعندما يذكر التطور في مختلف المجالات لابد أن تحضر الإمارات كخلاصة لما يقدمه العالم من نبذ، أو تفاصيل؛ لأن ما يحدث في الإمارات اليوم هو شيء من الخلاص الفكري من جائحة الأفكار المسبقة، هو انفجار كوني جديد، يحدد معنى للبشرية، ويسيج عطاءها بمخمل الطفرة الجينية الثانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحر والصحراء بيئتنا وبيتنا البحر والصحراء بيئتنا وبيتنا



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates