الإعلام قاسمنا المشترك

الإعلام قاسمنا المشترك

الإعلام قاسمنا المشترك

 صوت الإمارات -

الإعلام قاسمنا المشترك

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

لنهر الحياة رافدان، وللبوح وجهان، وما الإعلام إلا الصوت الصيت، واللحن الذي من خلاله تستمر قصيدة الوطن في تلوين أبجديتها، بمحسنات بديعية تنسجم مع بريقها الاقتصادي، وشعاعها السياسي، ورونقها الاجتماعي، وبراعتها الثقافية.
فالإعلام هو الوعاء الذهبي الذي يطوق عنق الحقيقة الوطنية، ويهبها جمالها، وثراءها، وأصالتها وجذرها، وفرعها، وأوراقها وأزهارها، كل ذلك يأتي تباعاً عندما يكون الإعلام المسافة ما بين الرمش والرمش بالنسبة لحملة القلم، والذين أُنيطت بهم مسؤولية رفع مشاعل الوعي. وإضاءة الشموع عند كل منجز حضاري تنجبه البلد، وعند كل وثبة سباقة تقدمها البلد وعند كل قفزة باتجاه الغيمة، كل ذلك يحدث عندما يكون الوعي أسبق من الخطوات، عندما تكون الخطوات عند مرأى الإدراك لكل ما يتم إنجازه، وكل ما تتوق إليه العقول المخلصة لأجل أن يظل الوهم هامة بقامة الجبال الشم، ويكون الوطن مساحة بسعة المحيط، ولم تنجح الأفكار في أي منجز في أي بلد، إلا ووراءها الصحائف والكتب التي تعزز المكانة، وتدعم النغمات، وتدفع بالقارب نحو عمق البحر، وتذهب بالموال نحو دوزنات تهيب بالمعنى، وتلون المشاعر بالفرح، والتفاؤل، والآمال العريضة.
فما من قوة تستطيع أن تزرع الإحباط في النفوس، ما دام هناك إعلام قوي وفاعل، ومدرك لمهمته، وملتزم بواجباته الوطنية، وما من رياح يمكنها زحزحة سفينة العطاء عن مكانها، أو جرفها لاتجاهات أخرى، طالما وقف الإعلام كأنه النخلة الوارفة بعناقيد الابتكار، ورطب الإبداع، ولا يمكن للأحلام أن تترعرع بأجنحة النمو، والازدهار، إلا بوجود قائمة من الأسس الإعلامية التي تقود المرحلة، وتضع تيجان الفوز، وأكاليل النجاح على رؤوس الذين يبذلون ولا يحجمون، والذين يسفرون ولا ينطفئون، والذين يعملون ولا يملكون، والذين يشقون العباب ولا يتوقفون، والذين يزرعون الفرح ويملؤون العيون بريقاً، والذين ينهلون من صلابة الإرادة ولا يترددون، والذين يضعون الوطن في الجوارح كأنها الدماء، والذين لا يأس لديهم ولا بؤس ولا رجس، إنهم القامات الرفيعة التي تزهر، وتثمر، في حياة ربيعية مستديمة، هنا يقوم الإعلام بدوره الريادي للمساندة، والتعاضد، وتكريس واقع العمل الوطني والإبداع المستمر، وتجديد مهارات العقل، بالتخلص من الالتفات كثيراً للوراء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام قاسمنا المشترك الإعلام قاسمنا المشترك



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates