بقلم : علي أبو الريش
الشباب شعلة الغد، وشمعة الليل البهيم، هم الذين يحملون غصناً في الصحراء، لتستظل به النوق المتشوقة إلى فيء بلا لظى. الشباب هم الذين يقارعون الموجة بالوشوشة، ويرفعون نشيد المراكب إلى حيث تتسع المحيطات لتوق العشاق.
الشباب هم عناقيد الرحابة والنجابة، هم سحابة الحاضر، تنث كي يعشب المستقبل، وتزهر حقوله وتزهو أيامه، وتزدهر أحلامه.
إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حواراً وطنياً حول الشباب، يشير بوضوح إلى أن الإمارات ماضية نحو الأفق،
بعقل يحمل مشعلاً يضيء به منازل الأهل، وينير الطريق أمام الشباب لكونهم العارضة والوتد، وهم السائد والسند، هم فقه العمل الوطني وهم المدد، هم المد في مدى عمر الوطن، هم الأبد، هم المقلة والقبلة، والقِبلة، هم الصبوة والنخوة، هم نشوة الوعي، عندما يخوض ملحمة الوجود بأدوات لا تصدأ ولا تنحني، هم شامتنا وشمسنا، هم قامتنا وقوامنا، وقيامتنا، هم الاستدامة التي
تبحر بالسفينة وتمخر عباب الأمل، بشراع التفاؤل، هم عبادتنا التي نرتل من خلالها أشجان القلب، ووجدان الدرب، هم رحلتنا إلى فضاء لا غبار فيه ولا سعار ولا شعار أصفر قميئا. الشباب هم في شتائنا بَرَد، وفي صيفنا عناقيد السعد، وفي ربيعنا ثمرات وورد، وفي خريفنا مجداف يحدق إلى أبعد حد. الشباب إنْ أُعطوا الفسحة، فإنهم لا يشيخون ولا ينكفئون، ولا تخنقهم الغرف
المغلقة، وإنْ أعطوا مدوا الأنفاس، إلى حيث ترتفع أغصان اللوز والسدر والنخلة النبيلة. الشباب نفرة الحجيج، ساعة النداء والدعاء، هم للولاء ذراع، وللوفاء شعاع.. الاهتمام بهذه الشريحة، مثل الاهتمام بالأشجار، إنْ أسقيناها ماء العذوبة نمت وترعرعت، وتفرعت وأينعت، وأعطت وبذلت ونبضت وأثمرت واتسعت حدقات عطائها، بلا كلل ولا ملل ولا علل.
فتح الحوار من أجل الشباب، هو فتح إماراتي فريد، واستثنائي، وإسراء نحو غايات التطور والرقي، وإنتاج الحلم البهي.
فتح الحوار مع الشباب، هو مشروع نهضوي قويم، يضع الإمارات في جوهر العطاء الإنساني، وفي محور التقدم الحضاري الذي في الأساس هدفه كبح ظلام الجهل، ومحو أي أثر للغمامة والقتامة، والذهاب بالإنسان إلى أعلى قمة في الجبل.. الحوار من أجل الشباب هو حوار من أجل الوطن، وسلامته وأمنه واستقراره، حوار من أجل زراعة شجرة الحب، على تربة رواها العقل بالصفاء، وأسقتها الروح بالبهاء.. هو حوار، لكي يستمر النهار من غير ضباب، ويستمر الفضاء من غير نعيق أو نقيق أو نهيق، أو زعيق، لكي تستمر الحياة، منقوشة بالفرح مفروشة بالسعادة، منحوتة باللوح المحفوظ. الحوار حول الشباب، هو المسار والمدار والسوار، والأسوار التي تحفظنا من كل غاشم وآثم.