جزالة

جزالة

جزالة

 صوت الإمارات -

جزالة

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

بعض البشر، يأتون إليك مثل الجدول، يبللون فيك الروح، لتنتشر أوراقك، كشجرة تنعمت برخاء العذوبة، هؤلاء يثرونك، ويطوونك بشرشف الفرح، يطوقونك بسحابة الترف، ويغدقونك عليك الشفافية، لتبدو أنت حلماً في ذات ليلة ليلكية، تبدو أنت، موجة تغسل قميص فرحها عند سواحل مضاءة بالنجوم، منقشة بمنمنمات أزهى من وميض البريق، في ليلة ربيعية.

هؤلاء يجعلونك تستدعي «رسالة الغفران» لأبي العلاء المعري، و«الكوميديا الإلهية» لدانتي، يجعلونك تسهر مع غاندي، وتلفظ الكراهية، وتمقت الاحتقان.
هؤلاء يزرعون في حقلك زهرات الرمان، وسنابل عشب خرافية، تزهيك، وتزهرك، وتفيض بك انشراحاً، هؤلاء هم الذين تحتاجهم في الزمان، والمكان، لتؤثث قلبك بالمخمل، وتفرش على سرير وقتك شرشف الحرير.

هؤلاء يدعونك تمضي في الحياة مثل النهر، تنظف أجنحة الطير، بمكنسة الماء الزلال، هؤلاء يأخذونك إلى عالم الأبدية، بروح أشبه بجناح الطير، هؤلاء يجعلونك، كاهناً تشرق في عينيه، ملذات العفوية، ونخوة الأنا المتدفقة بياضاً، ورياضاً، وحظاً وارفاً، مخففاً من عواهن الدهر، متخففاً من شوارد الكدر.
هؤلاء يفيضون بك، وتفيض بهم، يذهبون بك إلى جبل الطور، حيث جلس عمر بن الفارض، وقرض القصيد، عفياً، شفياً، من شوائب الزمن، وخرائبه.
بعض البشر، يمرون بك، ويعبرون محيطك، وكأنهم النسمة، وكأنهم البسمة في أنعم حالاتها، وكأنهم الزعانف في أجمل ظروفها.
هؤلاء يسكنون في الوعي آية تتلوها أنت بمشاعر الانتماء والولاء، لوجود رتّب مفاصله، وهذّب فواصله، وصرت أنت في المعنى جملة معرفية، لها في المبتدأ اسم العلم، ولها في الخبر فعل يمشط الجدائل، بأنامل القناعة بأنه لا وجود من دون أنهار وجدانية، تغسل السواحل والضفاف، وتشذب الأغصان والأشجان، وتمنع عن العيون السغب، وترفع عن القلوب شدة الغضب.
هؤلاء هم الذين يطورون فيك الوعي، ويوسعون الفكرة، لكي تصبح نجوداً خضراء، وتصير أنت أكثر الأشجار سموقاً، وبسوقاً، تصير أنت عش الطير والغصن الذي يرفع هامة الوردة، وينشر عطرها الخلاب في النواصي، والقارعات، تصير أنت البرهة الفارهة، ولحظة الدهشة الملونة بالفرح، تصير أنت رمش العيون، وبريق الومضة، لأول غمضة، تصير أنت كلمة الله في سر الكائنات.
هؤلاء هم الذين يجعلون الحياة تحدّق فيك بعيون، لا فيها سغب، ولا تعب، عيون كحلها من أثمد الخصب، هؤلاء يجعلون الحياة، غافة، يؤمها الطير، ولهاناً لعطر ودفء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزالة جزالة



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates