الجغرافيا العربية سجادة قديمة
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 5 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الجغرافيا العربية سجادة قديمة

الجغرافيا العربية سجادة قديمة

 صوت الإمارات -

الجغرافيا العربية سجادة قديمة

بقلم _علي أبو الريش

من يتأمل الجغرافيا العربية يشعر أنه أمام سجادة قديمة، تبدو ملساء، ولكن ما أن يتم نفضها، يتناثر منها الغبار الكثيف، وحشرات نافقة، وطفيليات ونفايات تؤذي البصر والبصيرة.

في ليبيا، كما في تونس، كما في العراق وسوريا واليمن، هناك حشرجة كائنات تؤول إلى زوال، لأن السجادة كانت قذرة، ولأن ما كانت شبه أوطان آلت إلى فتات ومزق، وطرائق قدد، وحشود من الطوائف والملل، ولعب البوح السياسي الأحمق دوراً محورياً في التفتيت والتزييف، وباءت الشعارات القديمة إلى فشل ذريع ومريع وفظيع، وتحولت التيجان إلى هيجان أمواج عصابية وأمراض ذهانية، وصراع ثيران إسبانية.
 
أوضاع تثير الفزع، عندما ترى بأم عينيك، أوطاناً تتنازعها رغبات وانفعالات، من نسل عصور الغاب، أوطان تغيب عنها الشمس، وشعوب تتسلح بالخوف، وتغادر مثواها، وتعبر البحار والخلجان طلباً للنجاة من نار الفقر والمرض، وهرباً من انتهاكات طالت العرض والأرض، وحروب لم تبق ولم تذر، لأن الساحة فتحت على آخرها لمرتزقة السياسة مثل مواقد أحرقت حطبها، وأكلت رمادها، وطاردت دخانها. في هذا الزمن الذي كان أحدهم يصرخ بشعار (أمة عربية واحدة، ذات رسالة واحدة)، اليوم تعددت الرسائل، وشاهت عناوينها، وتاهت أحبارها وسط الدخان، وفي معمعة الانهيارات الأرضية التي أصابت الزرع والضرع، ولم يبق سوى الأدعية في محاريب الكذب، ولم يبق سوى (حمل كاذب) تتأسى به الشعوب، لعل وعسى، وعسى هذه أصبحت قنابل موقوتة وأحزمة ناسفة، تنسف، وتخسف، وتكسف، وتجدف، وتحرف، وتخرف، ولم ندخر من التاريخ سوى القاعدة، ومن بعدها «داعش»، والله العليم ماذا ستجر لنا أمواج البحر المسجور من مسميات ما أنزل الله بها من سلطان. عندما نسمع الحديث عن العدو في شمال ليبيا، تقشعر أبداننا، ونصم آذاننا، ونغمض أعيننا، كي لا نسمع المزيد مما يؤذي إحساسنا ويجرح مشاعرنا. صراع أجندات لا يراعي حرمة وطن، ولا يلتفت لما يعانيه الملايين من البشر الذين أصبح البحر ملاذهم، والفراغ مأواهم، والعدم طعامهم، والموت مصيرهم. صراع على اللاشيء، فلم يبق في هذه البلاد ما يستحق الصراع لأجله، سوى الأنا المحتقنة، والذات المتورمة، التي لا تقبل إلا بكتلة، والجحيم الباقية من الإرث القديم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجغرافيا العربية سجادة قديمة الجغرافيا العربية سجادة قديمة



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 08:20 2015 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

كوريا الشمالية تشهد أسوأ أزمة جفاف منذ 100عام

GMT 18:56 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تشجعين طفلك على ارتداء النظارة الطبية؟

GMT 18:34 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مستحضرات تجميل تعالج بهتان البشرة في فصل الشتاء

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

ميغان ماركل تكبر الأمير هارى بثلاث سنوات

GMT 19:04 2018 الثلاثاء ,22 أيار / مايو

حدث في السابع من رمضان

GMT 02:38 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

"اتيكيت" الضيافة في مكاتب العمل

GMT 11:02 2015 الإثنين ,23 شباط / فبراير

الحسيني تضيف لمسات عصرية على القفطان المغربي

GMT 12:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

شمبانزي يرسم لوحات فنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates