علي أبو الريش
الوطن الذي أصبح جناح طائرة تهفهف في الأمكنة وترفرف في الأزمنة وتصنع الخط المستقيم لعلاقة سوية مع العالم، حقق كل هذا بفعل الأشجار الوارفة والعملاقة من المشاريع الرائعة التي تحقق للزائرين استراحة القلب وباحة الروح وفضاء يليق به أن يكون غيمة ممطرة بكل ريق المشتاقين إلى العذوبة.
الوطن الذي أصبح خيط الضوء في ظلام العالم يتسلل إلى الأفئدة فيغري المقل لكي تنظر وترى وتتابع عن كثب ما يتم من إنجازات مذهلة وما ينهض على الأرض من مشاريع هائلة وما يغرس على تراب الصحراء الأبية من مكتسبات هائلة.
الوطن الذي يخضب تفوق الزائرين بسلام ووئام وانسجام ويسرد للآخر عن تقاليد وقيم باتت تشكل ثقافة الحب ومعرفة إنسانية قل نظيرها في الجهات الأربع لأن القيادة الرشيدة رسخت الحب وغرست جذوره في تربة القلوب لتصير الإمارات بستاناً يرفل بأزهار وأشجار وأنهار وأسرار البهجة وأخبار الفرح.
الوطن الذي أصبح منارة عالية وإشارة خضراء لمرور الوجدان الإنساني بأمان واطمئنان من دون منغصات أو منكدات ويضع الموازين بالقسطاس المكين ويعامل المقيم والزائر كابن للبلد مكللاً بالاحترام، مجللاً بالتقدير، مبللاً بريق التسامح والتصالح مع النفس، كل هذا أوجد ما يمكن أن يصير في أي بلد حققت كل هذه الإشارات الضوئية الناصعة لكي يعيش الناس سوياً متحابين متعارفين بالحسنى والمعروف من دون نبذ أو إلغاء أو إقصاء.
الوطن الذي اعشوشب بالخدمات وحقق متطلبات الحياة وأنجز ما تحلم به النفوس وما تصبو إليه الأفئدة، كان لابد له أن يستقطب كل هذا الحشد من البشر يأتون إليه بشغف ولهف، يعيشون بين أهله بسعادة وسرور ويقضون حياتهم آمنين مطمئنين تطالعهم السواحل الصافية بعيون الموجات الموشوشة وتحرسهم السماء الزرقاء بنجومها المتلألئة وتطوقهم رمال الصحراء بدفء «الغافات» اليافعة، وهديل حمامها العاشق.. هكذا وطن يستحق أن يكون مآل العاشقين ومهبط الحالمين.