تواصل

تواصل

تواصل

 صوت الإمارات -

تواصل

علي ابو الريش
بقلم -علي ابو الريش

ماذا يحدث في العالم؟ هل نحن نتواصل، أم نتبادل؟ سؤال يخطر في الذهن، ويكبر كماهي الأشجار في الحقول، نحاول أن تستفسر عن كنه علاقتنا بالآخر، فنجد أنفسنا لا زلنا عند ضفة النهر، ولم نصل إلى الضفة الأخرى.
عندما نتأمل صفحة الحياة، ونقرأ ما يحدث من تشابك بين أغصان الشجرة الواحدة، نشعر أن هناك خللاً في التشذيب، بل إنه لا يوجد تشذيب للشجرة، بل ما يحدث هو الضرب بالعصا على أطراف الشجرة، فتسقط الأغصان الخضراء قبل الصفراء.
لماذا يا ترى؟ لأن التواصل لم يحدث بعد، ولأن الاندماج أصبح مستحيلاً، لأننا لا زلنا في مرحلة الشراكة بين مؤسسات تجارية لا تخدم للود قضية.
لأننا لسنا في تواصل، وإنما نحن في علاقات، وهذه العلاقات مشوبة بمصالح الذوات الفردية أو الجماعية، أنها في نهاية الأمر لن تصل إلى مرحلة التواصل، إلا أذا تفرغت الصدور من شحنات الرغبات، هذه الرغبات التي تمثل العائق، الناعق في فضاءات العالم، مما يجعله في ورطة الفرار دوماً من مسؤولية الاندماج في الوجود.
تحرق الغابات في كثير من دول العالم، وتعدم الحيوانات بالجملة لاتهامها بالتسبب في هذه الحرائق ولا يعترف الإنسان بأن شجعه هو عود الثقاب الأول الذي يشعل هذه النيران، فيبيد الزرع، والضرع، ويحول الحياة الخضراء إلى دخان أسود غامق، خانق، حانق، ناهق في أجواء البشرية.

عندما لا نفهم الحفاظ على الشجرة، وعلى الطريق، فأننا نكون قد خرقنا أول ناموس لوحدة الوجود، وبالتالي علينا أن نذهب إلى الأساس، وهو اعتبار الحياة مجرد علاقة، وليس تواصلاً، ومن هنا نكون قد وضعنا الأصبع على الدمل، وعلينا معالجة الأمر، ليس بمحاولة تقوية العلاقات، فإنها لن تجدي نفعاً، علينا أن نحول العلاقة إلى تواصل، لأنه في التواصل يحدث الاندماج، وفي الاندماج تزول الفواصل، وبالتالي يصبح الوجود جسداً واحداً، إن اشتكى منه عضو، تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

نحن بحاجة إلى الوعي بما يحدثه تواصلنا، وما ينتجه الوجود الواحد من قوة وفخامة، وثراء، ورخاء للفرد، ثم للإنسانية جمعاء.

الذين يخطبون ود العظمة من خلال عقد صفقة العلاقة أنهم يذهبون بالحياة إلى نهايات قصوى في العدمية، أنهم يعبثون بالماء، ولا يقومون بتنقيته من الشوائب، أنهم يذهبون خارج الفطرة.
نحن بحاجة إلى تواصل، يمنحنا القوة، ووحدة الوجود، وهذه هي جبلة الخلق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تواصل تواصل



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates