بقلم - علي ابو الريش
تحت القبة الزرقاء هناك خيط رهيف، سيأخذ شبابنا إلى منطقة الضوء الشفيف، عليهم يقع الأمل في أن يكونوا الداعم للعمل الحكومي، وليس الهادم، ومسؤولية كل عضو في المجلس الوطني، تفرض عليه أن يكون عضواً في فريق البناء الوطني، وليست العضوية مظهراً من مظاهر الأبهة، والبريق الاجتماعي، ليست العضوية مساحة للعب بالأوراق الملونة، وإنما هي منطقة زراعة الفرح، والتعاون، والتعاضد، والتظافر، والتآلف، والتحالف ضد كل ما يشوش الآذان، أو يخربش على الجدران، أو ينفش ريش الطواويس.
عضوية المجلس الوطني فخر لكل من في قلبه حب لهذا الوطن، وكل من لديه برنامج عمل يضيف حجراً جديداً إلى الأحجار الكريمة التي يتكون منها بناء الوطن. العضوية في هذا المجلس هي انتماء إلى أوراق الشجرة العملاقة، ووفاء إلى أزهار الحديقة، وولاء إلى من سيجوا الحقل، بحزام أخضر يانع، ولثام من عقيق النوايا الطيبة.
العضوية في المجلس الوطني ليست نزهة في باحة مفرغة من مكونات الطبيعة، وإنما هي رحلة لاكتشاف الذات، وإجلاء ما عليها من رثاثة، وما في العيون من غبش. العضوية تدعونا جميعاً أن نزرع بيد، ونبني بيد، ونذهب بالوطن إلى مناطق لا يكسوها غبار، ولا يكتنفها سعار، ولا يحتويها خوار.
العضوية، هي انضواء فطري، غريزي، تحت راية الأحلام التي لونها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالحب، والود، واللطف، علينا نحن أبناء هذا المعلم الحضاري الجليل أن نحفظه من كل زلل، وأن نحميه من كل خلل، وأن نصد عنه كل كلل، وأن نكون جميعاً، في هذا المحفل الإنساني النبيل، نوارس خير تحمي حياضه، وتفتدي بالروح ضد كل من يعكر صفو مياهه، ونمارس حقنا في الدفاع عن حقه في الوجود، وأن نكون مشاعر من ذهب ترصع نحر الوطن، بقلائد الفرح، والازدهار، والإثمار، والإعمار.
هكذا نتمنى من شبابنا، وهم الكفؤ، وهم الدفء الذي سيحمي وجداننا من برد النوائب، والشوائب، والنواكب، والخرائب. نحن على ثقة بهذه الكوكبة من بناة المستقبل، لأنهم أبناء زايد، ولأنهم من نسل الطيبين، النجباء، ولأنهم يعرفون جيداً أن الانتماء إلى عضوية المجلس الوطني ليست ترفاً، وإنما مسؤولية والتزام ومقام لا يقبل أنصاف الحلول فإما أن نكون أو لا نكون، والوطن لا يقبل من لا يعرف حدود المسؤولية.