الأحلام العظيمة

الأحلام العظيمة

الأحلام العظيمة

 صوت الإمارات -

الأحلام العظيمة

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

الحياة حبل مشدود بين لا نهايتين، وهو ذلك الحلم المعبّق بإرادة واعية، وطموح يتكئ على قدرات فردية فائقة.
العشاق وحدهم الذين يذهبون بزورق الحياة نحو غمار وسبر وأغوار، العشاق وحدهم هم الذين يصنعون الأحلام من سبائك لا يبليها الدهر، ولا تفنيها عاقبة.
العشاق وحدهم الذين ينقشون الوردي على قماشة الحرير، وهم الذين يدوزنون النغمات على غرار ما تفعله الموجة، وما تشيعه النسمة في وجدان الشجر، وما تصيغه الوريقات الرهاف بين ثنايا الأغصان.
هكذا كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يهمس في آذان الصغار بالكلمات، ليلمس وجدانهم بأنامل اليقظة، ويتيح لهم رؤية العالم الداخلي من خلال قراءة الأحلام، وتقصي جذورها، والبحث عن جواهرها وهي تفتح حدقات الوعي، وتقرأ بريق النجوم، وتتحرى لمعة الأقمار، وتشير إلى أن الأطفال هم آباء الكبار، هم الدفاتر التي يكمن من خلالها تاريخ النشوء والارتقاء، الصغار هم قطرة الماء التي يتكون منها النهر، هم النبتة التي تنشأ من خلالها الشجرة، لذلك يضع سموه كل الجهد، وكل البذل، من أجل تنمية الأجنحة كي تحلق، وكي تتألق، وتتدفق، وتصفق للفرح، وللحياة بأشرعة تضع اللانهائي حدها، وسدها، وكدها، وجدها، وسردها، وبعدها والمنطقة الأكثر اخضراراً، والدوح الأشم الذي ترنو إليه، وتصبو إلى مرافئه.
هكذا يفكر سموه وهو يقترب من الصغار، ويفتح أمامهم الصحائف والكتب، لكي ينهلوا، ويملأوا جعبة الأيام، لتصبح الحقيقة هي قراءة اللاشعور، والاقتراب من منابعه، كونه البئر التي غطت في أعماقه، ذاكرةً ملأى بالأحلام، مضاءة بمصابيح الأمنيات الكبيرة، ملونة بمنمنمات تاريخية، يتوجب علينا أن نكون متصالحين مع أنفسنا كي نكون أوفياء للحقيقة كي نكون منتمين إلى أنفسنا، كي نكون مناهضين للمرايا الغابرة، كي نكون مناهضين للملاءات الباهتة.
هكذا يفكر سموه، بأن صغارنا هم المرايا الحقيقية التي نرى من خلالها وجوهنا، وفي وجوهنا تكمن حقيقة أننا في الوجود أحرارٌ، في الحياة نمارقنا مصفوفة على فرش من مخمل السعادة، وزرابينا مرتبة في كنف التسامح، والانسجام مع الآخر.
نقترب من الأطفال لنتعلم منهم كيف نكون في العفوية زهرات برية، وكيف نكون في الفطرة مخلوقات لا تدنسها رغبة طائشة، وكيف نكون في الأبدية، في وحدة مع الوجود لا تفرقنا هفوة، ولا تمزقنا نكبة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأحلام العظيمة الأحلام العظيمة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates