تحت السبع درجات جبل جيس يغني للشتاء

تحت السبع درجات جبل جيس يغني للشتاء

تحت السبع درجات جبل جيس يغني للشتاء

 صوت الإمارات -

تحت السبع درجات جبل جيس يغني للشتاء

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

جبل جيس، حلم ذات ليلة شتوية، ترتع فيها القلوب وتغني للحياة، هو ذاك الجبل يبدو كحارس أسطوري يسابق الزمن في خيلاء، وينتهي عند الدرجات العلا، صاخباً بجلموده، متسامياً ببوح الهدهد الشامخ بتاج الرفعة، وصولجان الجمال، هنا في هذه السلالم المتدحرجة حتى شغاف الغيمة، يتألق وجه الجبال، كأنها سفن عملاقة تخوض غمار الزمن ليتم التواصل ما بين الماضي والمستقبل، بطاقة الحاضر، والذين يسومون الإرادة من أجل محفل إنساني، حضاري، تاريخي، يسمق لكي تستمر الحياة مضاءة بالفرح، ولكي تبقى رمال الأرض غافية تحت ملاءة الحجر الأغر.
عندما تتجه نحو هذا الصارم، تشعر أن منازل قلبك محروسة بمهند لا يذوب معدنه ولا يبلى، لأنه من صنع مشاعر الطبيعة، ولأنه يتماهى وأفئدة الذين حضوا النفوس، وحرضوا الرؤوس، ملبين نداء الحلم الزاهي، نابتين من فوق التراب كأنهم الوعد، وكأنهم الرعد الذي من خلاله تنبت قطرات العذوبة.
جبل جيس في موئله عند خاصرة المكان المجلل بالتاريخ، يبدو كعابد متهجد، ينهل من أحلام الناس آيات شغفه، ويسرد لليل حكاية البدء، وصورة من صورة الخلود.
جبل جيس كخيل مسومة تروم السحاب، وسيف مظفر، مقبل لا مدبر، ينوي الانسكاب، وهو الغيمة، هو النجمة هو باب من خلفه ألف باب، هو لؤلؤءات الدهر في حنايا العاشقين يبقى خير رباب، عازف الوتر المخضب بالحنايا وأسباب عتاب، هو هذا المعنى، جبل الشهد، وعيون الماء، وجداوله، هو هذا العريق يشدو لزائره، شدو الحمام على قمة، ونعمة تذرو ذراها من مهجة، نابضة بالهوى، ومن رقعة في السويداء ترتعش وجداً وجوداً، وتجويداً، هو هذا الملفع هيبة، وأسراراً، هو هذا الشفوع، المنوع، هو هذا الصدر الأعظم، في شيمته نخوة الارتفاع، وفي قيمته نشوة الهوى والهواء، هو هذا الجبل قاب قوسين من القلب، ومن الدرب، وعند رئة المكان يبدو المرهف، المدنف، الكلف الحنون، وبين كفيه تهجع أفئدة وتنام سفوح، وتستريح أنعام وتهدأ طيور، هو هذا جيس، هو هذا الطور المتناسل من رحم التاريخ، يجلي زمانه بمهماز وعي الناس، وادراكهم في أن للجبال رونق الأبهة، ولصخرتها الصلدة معنى الصمود، وخلود الحياة.
جبل جيس في الذاكرة مكان، وفي الحلم، ليلة مضاءة بمصابيح الحب، وفي الحياة، راحلة سفر بعيد لا مرسى لها سوى صورة في الوجدان، ومثال في الوجود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحت السبع درجات جبل جيس يغني للشتاء تحت السبع درجات جبل جيس يغني للشتاء



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates