اقرأ

اقرأ

اقرأ

 صوت الإمارات -

اقرأ

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

يقول سقراط: «الشيء الذي أعرفه، هو أنني لا أعرف شيئاً». هي هكذا الحياة حبل مشدود بين لا نهايتين، كما يقول الفيلسوف الألماني فردريك نيتشه، ولكن ما بين اللا نهايتين يكمن وعينا الذي نبيّنه عبر قراءة مكثفة، وعابرة السطور، والصفحات، والصحائف.
واليسوع عليه السلام قال: «كل ما أعرفه بحجم حبة الرمل، وكل ما لا أعرفه بحجم رمال العالم». بينما نجد اليوم الفكر يغط في سبات عميق، لأن زمن القارئ النهم قد ولى واندثر، لأن العقل البشري بات مشغولاً بما لا علاقة له بالقراءة، فقد هجر الناس الكتاب واستولت على مشاعرهم رغبات ذات مخالب، وأنياب فتكت في الوعي، حتى استحال العقل مجرد وعاء خاو، وبلا محتوى.
فعندما تغيب القراءة، تهوى من فوق السطح شعلات فتتلاشى، وتنطفئ، ويسود الظلام الحالك فضاء العقل، ويتعثر الفرد، ويكبو، فيغوص في حفر سوداء قد تؤدي إلى هلاكه.
كان العقل في البدء مصباحاً منيراً، ولما اجتاحته جحافل الهشاشة الفكرية، تحول إلى جيفة، تحول إلى بقايا تالفة، في مكب نفايات، ولأن الناس قد ذهبوا إلى نواصي بعيدة عن طموح القراءة، فقد ساورت العقل وساوس، وريبة، وحيرة، حيث اتسع الفراغ، وشسعت بؤر الأوهام، والألغام، والأسقام، والأحكام الباطلة على حقيقة الحياة، وسر علاقة الإنسان بالإنسان، فما هذه التشققات في جسد العلاقات البشرية إلا نتيجة لانعدام الوعي، وانعدام الوعي هو تسرب مباشر للجهل، وما الجهل إلا العتمة التي حلت بالعقل جراء هجران الناس القراءة، واعتبارها طموحاً هامشياً، فظاً، وعديم الفائدة.
القراءة جدول الماء الذي يذهب للعقل، وبين ثنياته يتوغل لكي تنمو الأغصان، ويشتد عود الشجرة، وتسمق، وتبسق، وتسبق الريح في تسلق الفضاء، والوصول إلى هامات عالية، وقامات رفيعة، ولولا القراءة لما صمدت الحضارة البشرية، ولولا القراءة لما استطاع الإنسان أن يهزم أعتى الأحداث وأكثرها دموية في حياته، وعلى مدى التاريخ.
اليوم ونحن وعبر القرن الواحد والعشرين، يصبح للقراءة أشد الأهمية، والضرورة القصوى، لأن عصرنا هو عصر معرفي بامتياز، والمعرفة لا تأتي إلا بالقراءة، والوعي لا يتسع وينشط إلا بالقراءة، فهي الماء، وسر الإنماء للعقل البشري، وكل من يريد أن يتخلص من وهدة التخلف ليس أمامه سوى القراءة، والذاهبون بعيداً عن القراءة، قريبون جداً من الاضمحلال، والضمور، والتقاعس حتى عن الوصول إلى أقرب طرق التطور، والنمو الحضاري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقرأ اقرأ



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates