بقلم : علي أبو الريش
بعد غياب استمر عشر سنوات، يعود فرسان الخيالة في أبوظبي مؤزرين بشهامة الرجال وقامات الأبطال، حافلين بتاريخ النخوة وصبوة الجياد الشامخات الراسخات، السابحات سبحاً في أحياء العاصمة وشوارعها، ملونين بالزهو وفخر الأنقياء الأصفياء، معززين بإرث المؤسس الباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، معضدين بأبنائه البررة الذين وضعوا مآثر المرحوم في الحفظ والصون، معتزين، فخورين بهذا التواصل الجميل الأصيل ما بين جيل وجيل وما بين كيل وكيل، وكل يسعى إلى بناء مجد الإمارات على أسس المحبة وثوابت الصدق وضوابط الإخلاص لأجل بلد صار اليوم أيقونة العالم، يقصده الداني والقاصي من رحاب الأرض بغية العيش في ربوع ونجوع اخضر عشبها وأينع وترعرع على أيدي من آمنوا أن الوطن أمانة وله منا الصيانة بكل حزم ورزانة.
هكذا قال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي «نستحضر برؤية الخيالة في شوارع أبوظبي ما قاله الشيخ زايد: مرحباً ويا هلا حي بالشهامة مرحباً بالصقور المخلصين»، إطلالة بهية، ندية، زاهية ينشر زهور طلعتها رجال من هذا الزمان على ربوع المكان، وينثر عطرها الذين أحبوا الوطن، فأعطوه بجود لأجل وجود يجود بالاطمئنان ويسخو بالأمان ويرفع راية الوطن عالية متجلية بثقافة الحب التي كونت فسيفساء الإمارات وجعلت نجوم سمائه عيوناً تسهر لاكتمال الحلم وتتعب لترتاح القلوب وتستقر النفوس وتهنأ الأرواح.
خيالة شرطة أبوظبي، صقور بأجنحة الود وعيون السد، قدرة الصد والرد لتنمو الأشجار من دون عواصف وتسمق الأغصان من دون كواسف، ويعيش الوطن حصناً حصيناً، وحضناً أميناً، وشجناً تملأه مشاعر التلاحم والانسجام ما بين الشرائح جميعاً.. يعيش الوطن سكناً تجد فيه النفوس متاعها ويراعها وإبداعها وكسوة سعادتها، نبرة صوتها الناضح بألحان الفرح.
خيالة أبوظبي، قصيدة عصماء تسير على الأرض من أجل قافية رصينة وأوزان رزينة مزخرفة بعيون الخيل، مجللة بصهوتها وزعفران السبق، هو هذا الظفر الذي تحققه بلادنا دوماً في محافل الإنسانية، ومعاقل الكونية التي لا حدود لها إلا المجد المجيد، والعهد السديد والمد المديد، في المدى ممتداً يكتب أسماء النبلاء بحروف من الدم النقي، وعلى ورقة التاريخ ناصعة البياض.
خيالة أبوظبي عودة السنابك تدق أديم الأرض بجرأة النجباء ورنين الصوت، سيمفونية يعزفها بواسل الوطن، معلنين عن مجيء معشوشب بالحلم الصافي، والزمن لا يلقى أقلامه بل يسجل ويدلل ويعلل، ويكلل الخطوات بألوان العلم، ثابتاً في الأرض، مجنحاً في السماء، وما بين الأرض وسمائها تنثر أنفاس الناس عبير محبة وانتماء وإخاء وثراء في مشاعر التعاون ومساندة الجهود النيرة بكل ما تملك من قدرات، والقدرات بلا حدود كما هي التضاريس الممتدة من الشريان إلى الوريد، ومن ماء العين إلى عقد المحبة الفريد.