بقلم : علي أبو الريش
حملة رمضان، ومبادرة توفير خمسة ملايين كتاب لشعوب العالم الإسلامي واللاجئين، سوف تنهض بلاشك بوعي هذه الشريحة الواسعة، كما أنها سوف تحرك عجلة النشر في بلادنا، وتقدم باقة ورد لدور النشر المحلية التي بحاجة إلى هذا السعي المحمود، وإلى هذا النهر الدفاق الذي سيحرك المياه الراكدة، خمسة ملايين كتاب كفيلة بأن تفجر طاقات، وتبحر بسفن النشر باتجاه محيطات العطاء بسخاء. ولاشك أن هناك دور نشر محلية عانت وتعاني من شح في حركة النشر الأمر الذي سيفتح باباً واسعاً، لحركة الطباعة من خلال هذه الحملة المباركة، إذاً فنحن أمام حملة، سوف تحمل معها، وفي طياتها وقود الحركة، وسوف تأخذ في طريقها دور النشر إلى مناطق مزروعة بالأحلام الكبيرة، وسوف تكون اليد الطولى التي تصافح من لديهم الإرادة ومن يملكون الطاقة على مسايرة العهد الجديد، عهد القراءة والكتابة، عهد الانتماء إلى الكلمة ولا غير الكلمة، لأنها في المنطق والمنطوق، سمة الكائن المتسامي والمتمسك بحقه في الحياة، ومشروعه الكوني في فهم العالم من حوله ومعرفة سبب وجوده.
حملة رمضان، مشروع الإمارات السامي، وهي منهجها ولهجها في اتخاذ مكان رفيع في مسيرة الكواكب المضيئة ولذلك فإن طباعة خمسة ملايين كتاب تعني شق الطريق إلى وعي خمسة ملايين إنسان وأكثر، واتخاذ كل كتاب نقطة انطلاق إلى عالم لا يقف عند حد المعرفة وعالم يتحرك بقوة باتجاه المعالي، ومواجه حياة البؤس، وعراء المسكن، بفعل يضع الكلمة، سقفاً والكتاب فناء واسعاً يقيه من برد التخلف ويدفع عنه وحشة الغابة.
حملة رمضان في سبيلها إلى وضع حد لسيوف التخلف وتخليص الإنسان من ظلام الاغتراب والاستلاب والاحتراب والاكتئاب، لأن في الكتاب سحر الشموس الطالعة، وسهر النجوم الساطعة، وبحر الأمواج الناصعة.. حملة رمضان هي جملة الإمارات المكتملة في المبتدأ والخبر، وفي السر والجهر، وفي فسحة التلاقي مع الآخر، على كلمة سواء تعيد للحرف شكله البلاغي وتستدعي حضارات أفلت بفعل النار وأخبار الموتى الذين ابتلعتهم أفواه الحقد.. حملة رمضان هي الحركة بمعناها الحقيقي لدور النشر المحلية، وفي الحركة بركة.. وبارك الله في كل من يبارك خطى العمل الإبداعي في كل مكان.