أوفياء للحقيقة

أوفياء للحقيقة

أوفياء للحقيقة

 صوت الإمارات -

أوفياء للحقيقة

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

ربما يشعر البعض بعقدة النقص والدونية، عندما يرتفع صوت الإمارات في منطقة ما من العالم، ليعلي صوت الحق، ويلامس شغاف الحقيقة. فهذه مسألة طبيعية، فكل شذاذ العالم، وكل المنحدرين من سفوح الضآلة ينتابهم هذا الشعور، ويؤذي أفئدتهم ويملؤها بالكدر، ويكابدون غصّة تحرق صدورهم، وتكوي قلوبهم، فنجدهم يصابون بالسّعار، ويبتلون بهستيريا تقض مضاجعهم، عصاب قهري يجعل أظافرهم لباناً تمضغه أضراسهم.
مسألة طبيعية أن يعاني هؤلاء مرض الرعاش عندما يسمعون عن الإمارات بأنها حققت إنجازاً مهماً على الصعيد العلمي، أو الاقتصادي، أو السياسي، لأن الحواس الخمس لديهم تصاب بخلل في التوازن الحسي فتضيع منهم البصيرة، ويخسرون قدرتهم على تقدير الأمور، ويعتقدون أن النجاح في الإمارات هو انكسار لعصا الإشارات الدلالية التي تقودهم إلى منطقة التطور والتقدم. نحن نعلم ذلك، ولكننا لا نقدره، ولا نحترمه، لأنه إحساس بغيض، وأناني، ومجرد من أي حس سليم ولا يحمل في طيّاته سوى أحلام أشخاص فكّروا في لحظة غبش بأنهم كبار، ولكن الواقع يقول عكس ذلك، والواقع أيضاً يقول إن الشخص، أو الدولة يكبران، بقدر ما يتسع الوعي في أذهانهم، بقدر ما تصبح صدورهم حقول أزهار، ونفوسهم منابع أنهار.
لن يكبر الصغار لمجرد كابوس يسطو على رؤوسهم، لن يكبر هؤلاء لأنهم أخطأوا طريق الحقيقة، ولأنهم تحوّلوا إلى كتل من نار، والنار مهما اشتعلت، وعلت ألسنتها، وارتفعت فلابد وأن تصبح رماداً في وقت ما. هؤلاء ظنّوا أن العالم مكب نفايات، ويمكن للقطط الضالة بأن تسرق رغيفها من جوفه، والأمر ليس كذلك، العالم لا يؤخذ اغتصاباً واستلاباً ونهباً، العالم بوعي النابهين، وعمل المخلصين، وجدارة الصادقين، وحكمة الفطنين، يستطيع أن يلبس السندس والاستبرق، وأن يسير بأمان واطمئنان، ورغماً عن أنف الحاقدين والذين في قلوبهم مرض، وفي نفوسهم غرض، وفي عقولهم عرض.
الإمارات لا تقرأ فنجان الخط، بقدر ما تقرأ التاريخ، وتتلو عبره، وتحفظ مواعظه، لأجل أن تؤرخ لنفسها كتاباً يستحق القراءة، وتعمل دوماً أن يكون هذا الكتاب مفتوحاً، مشروحاً، وواضحاً، ومن غير غموض أو إبهام أو إدغام، إنها كالشمس تطلع لتنير الوجود بأهداب الذهب، وتضيء الحياة بخيوط الحب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوفياء للحقيقة أوفياء للحقيقة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates