كورونا والإنسان الجديد «2  2»

كورونا... والإنسان الجديد «2 - 2»

كورونا... والإنسان الجديد «2 - 2»

 صوت الإمارات -

كورونا والإنسان الجديد «2  2»

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش


إنه كون جديد يتشكل، وعصر جديد يبزغ، وإنسان جديد يولد. هذه هي الحقيقة فبعد كورونا، لن يكون الإنسان كما هو قبلها. سيخرج الإنسان الجديد من رحم القديم، وسوف يشرق الحب بديلاً للخوف.
لقد خرج الإنسان القديم من الأفكار، والنظريات والأيديولوجيا، وكانت هذه هي ورطته مع الخوف، وهذه محنته مع التفكير في الحياة، وكأنها أزمة خلق وأخلاق، أما بعد الكورونا، وبعد الزلزلة التي هزّت أركان الوجود، وهي الأشبه بالانفجار الكوني الأول، فسوف يتألق الإنسان الجديد متأزراً عاطفته الجيّاشة، ذاهباً إلى الحياة بأكسير الحب. هنا وفي هذه القفزة الكونية سوف ينتج العالم الجديد، سوف تخرج من ثنيات الفزع الأكبر، والدهشة المذهلة، ثيمة الزمن البشري الجديد، سوف يخرج العالم من شرنقة الأنوية المهلكة، ويذهب إلى الـ (نحن)، سوف يذوب الجليد وتتحطم الصخرة الصلدة، ويجري النهر باتجاه الأشجار، ويعم الأرض العشب القشيب.
ليس هذا خيالاً، بل هو حقيقة التوازن الطبيعي للخلق، فقد صدأ الإنسان القديم، ونحل عظمه، وشابت ذوائبه، ولم يبق له ما يستطيع فعله، وهو متشبث بالنظريات القديمة التي أثقلت كاهله، وأعيت رأسه، وجعلته يسير على الأرض مثل ديناصور منقرض، وكأنه ضلّ طريقه إلى منطقة الزوال.
اليوم تأتي جائحة كورونا، لتطرق على الأبواب بأحراس اليقظة، وتشعل الشمعة، وتشير إلى الإنسان لتقول له: لا تنظر إلى إصبعي، بل انظر إلى القمر الذي أُشير إليه.
الإنسان الجديد فهم المعنى من حدوث هذه الكارثة الكبرى، وبدأ يلملم شتاته، ويخفض من السعرات الحرارية للغضب العارم الذي كان يلفه، وبدأ في الالتفاتة إلى الحاضر، بدلاً من التوقف عن الماضي، أو البحلقة في سبورة المستقبل، والتي هي خاوية، وبلا معنى، طالما بقي الإنسان يتقن قواعد النحو، ولا يفهم كيف تصبح اللغة حيّة عندما يريد التواصل.
إنها لغة الوجدان، وليست لغة القواميس والكتب المعطاة من أفواه مجانين الأفكار العدائية، وسلوك الغاب.
الإنسان الجديد سوف يخرج من تحت تراب الحادثة الأليمة، وسوف يعانق الحياة، بقلب لم يتلوث بغبار الماضي، ولا بفوضى المستقبل، إنه إنسان الحضور الحقيقي، والوعي الخارج من الروح، وليس من ملاءة العقل المخادع.
الإنسان الجديد، سوف يعيد قراءة الواقع الإنساني من جديد، وسوف يجعل الخوف من الملمات حباً يستقبل الألم برحابة صدر، ومن الداء سوف يستخرج الدواء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا والإنسان الجديد «2  2» كورونا والإنسان الجديد «2  2»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:15 2015 الأربعاء ,25 شباط / فبراير

تنحي برلماني بريطاني بارز بسبب فضيحة رشوة

GMT 08:26 2013 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

"قيامة" مجموعة روائية تتناول علاقة العلم بالإيمان

GMT 21:24 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سلافة معمار مثيرة في أحدث جلسة تصوير بعدسة بو منصور

GMT 14:49 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

6 نصائح من خبراء الديكور لغرف نوم مميزة لأطفالك التوأم

GMT 05:00 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

بان كيك بالشوكولاتة

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

الأهلي يواجه طلائع الجيش في دوري سوبر السلة

GMT 08:28 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بليزر مخطط لإطلالة نحيفة للمحجبات في موسم الشتاء

GMT 00:51 2016 السبت ,13 شباط / فبراير

Tiffany & Co تحمل هدايا يوم الحب لكِ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates