الإنسان كائن خيالي

الإنسان كائن خيالي

الإنسان كائن خيالي

 صوت الإمارات -

الإنسان كائن خيالي

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

لماذا يكذب الإنسان؟ ولماذا يسرق؟ ولماذا يتجبر؟ لماذا يرتكب الإنسان كافة الجرائم ولا يتورع في فعل كل ما يسيء إلى الغير، ويحيق به، ويفتك في مصيره؟ كل ذلك يحدث لأن الإنسان كائن خيالي، وإذا ما مرض خياله يتحول من مخلوق وديع إلى وحش مدمر، خيال الإنسان المريض يجعله يفكر في أنه لو سرق وسطا على مال الغير، فسوف يصبح غنياً، ثرياً بين لحظة وأخرى، خيال الإنسان المريض يضطره لأن يقتل، لأن خياله المريض يصور له في أنه لو قتل شخصاً ما، فسوف يتخلص من عقبته التي تقف في طريقه إلى التقدم ونيل المنصب المعين، أو الثروة التي يصبو إليها.
خيال الإنسان المريض هو الذي يدفعه في أن يرفع أنفه، ويتجبر، ويتبخر، ولا يمشي على الأرض هوناً، لأن هناك تحت الجمجمة الصلبة، يكمن خيال مريض لديه من المثيرات ما تشجع الإنسان على التعالي، لأنه يتخيل في التعالي كسب احترام الآخر، وأحياناً الخوف، والجزع من شخصية نفخه كما هو البالون، فهذا الخيال، وهذا المآل إلى خيال أصيب في غفلة من الإنسان بلوثة عقلية أطاحت بالقيم، وأبادت الشيم، وأصبح الإنسان مثل طائرة ورقية تلعب لها الريح، فلا قرار لها، ولا استقرار.
هذا الخيال الذي ميّز الإنسان عن سائر المخلوقات عندما يلحقه غبار الخلل، والزلل، يصبح طائرة مخطوفة، مصيرها معلّق بمشاجب الوهم، والصور الخيالية التي تتكاثف وتتعاظم لتمنع الرؤية، وتغشي العيون، وتعمي البصيرة، وتحول الإنسان إلى وحش كاسر يحطم أشجار الغابة، فلا يبقي ولا يذر، إنه الشر المستطير، الذي يبيد ولا يعيد، ويدمر ولا يعمر. عندما يبتلى الإنسان بخيال كهذا، فإنه يزلزل ولا يجلل، ويغربل ولا يدلل، ويسربل ولا يكلل، ويجندل ولا يذلل.
خيال الإنسان دليله إلى الحياة، فإما خيال كجناح الطير يأخذك إلى الفضاء الرّحب من دون انكسار، أو خيال كشراع تهتّكت قماشته، فأطاح بمركب سفرك، وصرت عند صخرة النهايات القصوى، فالذين اعتقدوا أنهم امتلكوا ناصية الحقيقة هم أولئك الذين اختطفهم خيالهم المريض، ومرّ بهم عند الحفر السوداء، ثم ألقى بهم في جحيم الحلكة القاتلة.
هؤلاء هم الذين تحوّلوا بين عشيّة وضحاها إلى مخلوقات هلاميّة، تحشر الناس عند قارعة الفناء، وتبيد أزهار الحياة، وتعمل على إشعال الحرائق في الموائل الآمنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنسان كائن خيالي الإنسان كائن خيالي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates