الوسمي يشدو على بحيرة جنيف

الوسمي يشدو على بحيرة جنيف

الوسمي يشدو على بحيرة جنيف

 صوت الإمارات -

الوسمي يشدو على بحيرة جنيف

بقلم - علي أبو الريش

البط غاف على دفء الماء، والوسمي يشدو على بحيرة جنيف، والطير يصفق بخيلاء، الناس في غبطة الغيمة، يرفلون بنعيم الطبيعة الخالدة.

عندما تكون بعيداً عن الإمارات، تبدو الحياة خاوية، مهما امتلأت برخاء العشب القشيب والماء والوجه الحسن. وإذا كنت في هذه الوجاهة العالية وبذخ السماء، وتبعدك المسافة الطويلة عن الإمارات، فإنك تتعزى برخامة الصوت الجبلي، الذي يصدح عبر حنجرة فنان اعتدت تسمعه عندما تكون في حضرة الشجن، فيغدقك بهالة من صور تجتاحك كأنها المطر على بحيرة جنيف، كأنها الحلم وأنت بين غابة الخيال الجم، وكأنها النهر يَصْب بين أضلعك، وأنت تسترخي على أريكة وعيك الناهض من أزمنة عبرت هنا من ثقب القلب، ومرت هنا من حنايا الصدر، وأنت هكذا تستمع دوماً إلى نداء داخلي، يدق أجراس الذاكرة، فتقلب أنت صفحات وصفحات، وتقرأ السطور بتلاوة قديمة قِدم العمر الذي خطا خطواته الأولى على رصيف التوهج، ولم تزل أنت، عندما تقفز بعيداً عن ترابك الذي أحببت، ونحتت أقدامك حروف أصابعها على حبات الرمل، وارتفعت أول نظرة إلى سماء ذلك المكان، لتتقصى عدد النجوم التي تضيء عيون نسائه، وتملأ أخفاق العشاق بوهج الحرقات اللذيذة.

هنا على هذه البحيرة، وهنا ترتفع أغنيات الوسمي برشاقة الحنين، ولباقة السنين التي تتابع خطاها، كأنها وليدة اللحظة، وكأنك في اليوم الأول لولوج العمر مرحلة انفتاح الروح، والجسد على عالم الوعي الشبابي، كأنك ما زلت تعيش أيامك تحت سقف الخيمة، المجللة بعوارض خشب الصنوبر، المسفوفة من سعف النخيل، وأنت هناك في الدفء الشتائي، تحتضنك أغنياتك القديمة، واللحن الأبدي يساورك أينما حللت، حيثما رحلت، لأنك تحت شرشف الأمنيات، ما زلت تخبئ مشاعر لا يشيخ لها جبين ولا تهرم شوائب.

فأنت، أنت في المكان والزمان، إذ تنام عيون الدنيا عن خفقة الجوانح، فلا تنم أنت، ولا تسكن لك جفون، لأن في دورة الزمان يبقى شيء واحد محور الدائرة الوجدانية، ألا وهو ذاك القلب الذي لا يقلب صفحة ولا ينقلب على صحائف.

إنه في الكون وجد ووجود، وحتمية لا تقبل الصدف، إنها نظرتك إلى وطن وأغنية، ما بينهما كلمة جادت بتخليد المعنى، وصياغة المشاعر على نغمة خبيب الركاب، وصولات الجياد، ورحلة المراكب على ظهر الموجة النبيلة.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن صحيفة الأتحاد 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوسمي يشدو على بحيرة جنيف الوسمي يشدو على بحيرة جنيف



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:34 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:30 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إعصار الهند وسريلانكا يحصد مزيداً من القتلى

GMT 18:33 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

"شقة عم نجيب" تُعيد هبة توفيق إلى خشبة المسرح

GMT 10:31 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

فورد F-150 تحصل على محرك ديزل لأول مرة

GMT 05:57 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

أحمد خالد أمين يوضح أن هنادي مهنا أول مولودة له كمخرج

GMT 06:17 2013 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

صدور رواية "دروب الفقدان"للقاص عبد الله صخي

GMT 14:11 2013 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

" ميّال" رواية جديدة للروائي السعودي عبدالله ثابت

GMT 20:20 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب "الأمير عبدالله بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود"

GMT 21:49 2013 الأربعاء ,15 أيار / مايو

ورزازات عاصمة السينما وهوليود المغرب

GMT 21:45 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"جاليري" المرخية ينظم معرضًا فنيًا الثلاثاء في "كتارا"

GMT 03:14 2021 الثلاثاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير علاج عن طريق الفم لكورونا ينتظر الموافقة عليه

GMT 07:35 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

تقارير تكشف أن الذئاب تستعد لغزو "العالم المتقدم"

GMT 01:10 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

طيران الإمارات تتوقع 5 ملايين مسافر في 18 يومًا

GMT 13:07 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

صابرين تروي قصة فشلها في تأسيس وإدارة المشروعات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates