مخدر من نوع آخر

مخدر من نوع آخر

مخدر من نوع آخر

 صوت الإمارات -

مخدر من نوع آخر

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

لفترة من الزمن، تمكن المتزمتون من التوغل، في أعماق البحيرة العقلية، وشوهوا الوعي وأطاحوا بعزيمة الإنسانية، وهدموا أعشاش الطير، ورموا في الطريق أحجاراً تعثرت بها أقدام الذين ينوون السفر إلى الأحلام الزاهية.
من يقرأ التاريخ يعرف جيداً ما للدين من أهمية في حياة الناس وفي تدبير شؤونهم، الأمر الذي وجد فيه المتزمتون الفرصة في الاحتيال، واحتلال مساحة واسعة من وجدان الناس، وبسط نفوذهم على الإرادة الشعبية، بعدوانية بغيضة، مغلفة بقشرة سميكة من النفاق، والدجل، والجدل العقيم، والصور الهلامية التي كانوا يشيعونها عمن يختلف معهم، أو يقف مسنوداً بعلامة استفهام ضخمة حول ما يسوقه هؤلاء المرابون، والساعون إلى اختطاف الأوطان، والذهاب بها إلى المجهول.
نحن نفهم أن الأديان السماوية جلها جاءت نقية طاهرة مثل ماء المطر، ولكن عند نزولها الأرض، وعندما أمسك بها الضمير البشري، أحط بها وأسف، وتعسف، وسفسف، وخسف، وأرجف، لأن الأرض البشرية مليئة بطين (الأنا) مزدحمة بالحثالة، الأمر الذي حول الدين إلى عبد للدنيا، وصار المهاترون سادة يجوبون البقاع، حاملين معهم تجارتهم الفاسدة، مزينة ببهارات تمنع بروز الرائحة النتنة من تلك البضاعة السيئة.
اليوم أصبح العالم على بينة مما يفعله هؤلاء، والشواهد على أفعالهم باتت صريحة، وفاقعة اللون ولا حاجة للتأويل، أو التدليل، أو حتى الكثير من الأقاويل، فنحن أمام ظاهرة تسفر عن أخطائها الفادحة، عن طريق الممارسات البذيئة، والأفعال الشنيعة من تدمير، وتخريب، والعبث بحقوق الناس الآمنين، وإزهاق الأرواح، ونشر الفوضى، وإشاعة الذعر، وإرباك المجتمعات، وتحريك عجلة التطور إلى الوراء، بفعل ما تقوم به هذه الجماعات من ذر بذور الشك في النفوس، وجعل الناس في حالة خوف دائم من ممارسة نشاطهم الإنساني.
وبعد سنوات من الخداع البصري يستيقظ العالم على صورة الكذبة، ويرفع رأسه ليرى أن كل ما كانت تصوره تلك الفرق المنظمة تنظيماً دقيقاً ليس أكثر من فقاعة خارقة، استطاع البشر أن يستوعبوا دورها الهدام، ويقفوا موقفاً صاحياً من كل هذه الخزعبلات، ولم تعد اليوم إشارات الاتهام تتوجه إلى دين معين، وإنما التهمة واضحة، ومن يرتكب الجرائم بحق الناس أجمعين هم كل متطرف، مصاب بعصاب قهري مميت، وما الدين الذي يبديه إلا قناع السوء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخدر من نوع آخر مخدر من نوع آخر



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة

GMT 03:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لقاء ودي بين محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي

GMT 02:31 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحمى طفلك المريض بضمور العضلات من الإصابة بفشل التنفس ؟

GMT 03:01 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يسدل الستار على فعالياته الثلاثاء

GMT 11:49 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

بلدية العين تنفذ حملات تفتيشية على 35 مقبرة

GMT 21:50 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

جينيف سماء ملبدة بغيوم الحنين والبهجة

GMT 22:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"سامسونغ" تُطلق ذراع تحكم بالألعاب لهواتف أندرويد

GMT 10:58 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

"كلاكيت" رواية جديدة للكاتب محمد عبد الرازق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates