يضع الكمامة في ساعده

يضع الكمامة في ساعده

يضع الكمامة في ساعده

 صوت الإمارات -

يضع الكمامة في ساعده

علي ابو الريش
يقلم - علي ابو الريش

عندما ترى شخصاً يسير في الشارع، ويضع الكمامة في مرفق اليد، وفي الشارع يمر الشاب والكهل والطفل الصغير، تأكد بأن هذا الكائن البشري تحول إلى فيروس متنقل، حمل على عاتقه مسؤولية نشر الوباء عبر ضمير ميت، وإحساس تم حفظه في ثلاجة شديدة البرودة.
هذا الشخص تعالى على التوجيهات الصحية، وترفع على القوانين التي تجرّم مثل هذه التجاوزات القاتلة.
عندما ترى هكذا نماذج بشرية خرجت عن الطوق، وتمادت في اللامبالاة، وبالغت في العنجهية، والهمجية، وأصبحت تهدد الحياة العامة، وتطيل من أمد الوباء، وتعمل على تكريس حالة القلق، وتقتل أي بذرة أمل في النفوس.
عندما يتحول الإنسان إلى كتلة من الشر، فإن مثل هذا المخلوق، لا يستحق أن تسير أقدامه على أرض أترفت القريب والبعيد، وأنعمت على كل من تنفس هواءها وشرب من مائها، وعاش بين أهلها مكرماً معززاً محترماً، وإن ساءته سيئة، تداعت له كل القلوب، بالعطف، واللطف، ومنحته الحب، وفتحت له الدرب، كي يمر بلا عقبات ولا نكبات، ولا كبوات.
في مثل النائبات، المسغبات، تكبر القواسم المشتركة بين الناس أجمعين، وتتسع حدقة الواجبات تجاه الوطن، فلا عذر، ولا حجة، ولا مبرر، لكل هماز مشاء بالغلط واللغط، لا مجال للخروج عن خط سير فيه نجاة الجميع وظفر الوطن بشفاء الجميع من كل مكروه، وإذا ما اتخذ أحدهم طريق المراوغة، والجدل العقيم، وسار في الدروب كأنه الشاة النافرة، فإن الأمر يستحق وقفة صادقة مع النفس، يجب أن يبذلها ذلك الشخص الذي لم يتحر الدقة في هيئته، وهو يسير في الطريق شاذاً دون العالمين والكمامة في غير موضعها، تتدلى من مرفق أصبح كمشجب قديم، طرقته شمس القيظ، فأضحى يترقرق بعروق أشبه بحبال الغسيل! هذا الشخص وسواه مطالبون بلحظة وعي، تسهم في إيقاظهم من سبات العدمية، لحظة تنبههم بأنهم لا يعيشون على هذه الأرض بمفردهم، وإنما يشاركهم الملايين من البشر في العيش، عليهم أن يتقاسموا معهم العيش السليم والحياة الخالية من مرض النفوس، والعلاقات الإنسانية التي تعبر عن الحب، والشفافية واليقين بأنه لا حياة لفرد من دون آخر يعزز وجوده، ويثري قدراته، وإمكانياته على هذه الأرض.
نحتاج بقوة إلى هذا الإنسان الذي يتجاوز ذاته، ليصل إلى الآخر بروح أشف من الماء الفرات، وقلب أصفى من عيني الغزال، ونفس قريرة مطمئنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يضع الكمامة في ساعده يضع الكمامة في ساعده



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates