القديم يخشى من الجديد
آخر تحديث 17:16:18 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 23 نيسان / أبريل 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

القديم يخشى من الجديد

القديم يخشى من الجديد

 صوت الإمارات -

القديم يخشى من الجديد

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

الخوف من التزحلق، والوقوع في الحفرة، الخوف من الزحزحة، والانزياح صوب الهامش الخوف من فقدان المواقع، هو السر، في سبر خوف القديم من الجديد.
منذ فجر التاريخ والإنسان يتشبث بقديمه، ويعلق به كما تعلق بقايا الطعام في قيعان القدور، لأنه ما من ثقة في القديم كي يصمد أمام الجديد، وكما أن للجديد بريقة، فإن للقديم قوة التصاقه بوجدان الناس، وتأثيره العنيف في الذاكرة، وهي المرتبطة دائماً بالماضي، والماضي يشكل الطفولة، وهي البداية التي تناقض النهاية، الأمر الذي يجعل هذا الصراع مستديماً وقوياً وأحياناً مدمراً، ولا نهاية له إلا بانتهاء الفكرة الأزلية، وهي أن القديم ضد الجديد، في حين أنه بطبيعة الحياة لا شيء يستقيم في قدمه، كما أنه لا شيء يستمر في حداثته، فجديد اليوم هو قديم الغد، وقديم الغد هو الحديث الذي من خلاله نقتفي أثر حداثتنا، فتاريخ الأشياء لعبة مزدوجة، نحن الذين ندير عجلتها، ونحن الذين نلون قماشتها، ونحن الذين نعمل جاهدين على تمزيق تلك القماشة، على اعتبار أنها وصلت منتهاها، ولا بد وأن تقذف في ماء النهر، ليتجلى لدينا الجديد اللافت، والمدهش، ولكن ما هو الجديد الذي لا يمكن أن يصاب بالقدم؟ إنه العقل، فإذا ما استطاع العقل أن يتخلص من أبعاد الزمن، وأن يضع قدميه في وعاء وحدة الزمن، كما هي وحدة الوجود، نستطيع أن ننتصر لأنفسنا، وأن نخرج من دوامة المتضادات، حيث لا يوجد في الواقع مضاد، وإنما هي وجوه تعكس وجهاً واحداً ولا تتوحد هذه الوجوه إلا عندما نحفظ ود المرايا، ولا نجعلها في حال التهشم.
ما يجعلنا نخاف، هو كتماننا الحب الذي وهبتنا إياه الطبيعة، لأنه من لم يكشف عن نفسه، لا يستطيع أن يحب، ومن لا يستطيع أن يحب يعيش أبد الدهر تعساً شقياً كما يذكر لنا سيرين كيركجارد.
إن استطعنا الانحياز إلى قوة الذات، نكون قد هزمنا الخوف، وأصبح الجديد ما هو إلا رافد من روافد النهر، وهو غصن من أغصان الشجرة، وهو موجة من أمواج البحر، المهم أن نمتلك طاقة التجديد من خلال القديم، لا أن نفصل أعضاء الجسد الواحد، ونقول هذه اليد تؤلمني، فيجب أن أقتلعها من جذورها، وما أن يحدث ذلك، أصبحنا نمضي في الحياة بيد واحدة، واليد الواحدة لا تصفق، ومن هنا نقول الخوف من وسائل التواصل الاجتماعي جاء من نقطة الصفر التي توقف عندها الآخرون، والذين عجزوا عن مواصلة الطريق بوسائل تضيف إلى القديم ما ينعش خاطره، وما يجعله حياً يرزق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القديم يخشى من الجديد القديم يخشى من الجديد



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ صوت الإمارات
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 19:24 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 07:14 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

طريقة تعطير شعرك والحفاظ على رائحة منعشة طوال اليوم

GMT 13:49 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"ولي عهد أم القيوين يزيح الستار عن لوحة "الخمس نجوم

GMT 08:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

تألق النجوم والنجمات في حفلة انطلاق مهرجان دبي السينمائي

GMT 07:03 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فتاة القطار

GMT 03:01 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

الوصل يصل إلى العراق لمواجهة الزوراء

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

الخليجيون يرفعون عدد السياح في لبنان إلى 2 مليون خلال 2018

GMT 01:04 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

"مبوندو" تؤكد أن 70 % من حجم التجارة تقوم بها النساء

GMT 09:45 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفنتوس ومانشستر يونايتد يتأهلان رسميا إلى دور الـ16

GMT 09:08 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شرطة أبوظبي تؤكد دور المعلم الريادي في تعليم الأجيال

GMT 14:01 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

تعرف على أشياء لا يستغنى عنها الرجل الأنيق

GMT 19:39 2015 الجمعة ,09 كانون الثاني / يناير

"إم بي سي مصر" تعرض برنامج "روبابيكيا" الجديد

GMT 23:44 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب "الثقافة والحرية" للدكتور جابر عصفور

GMT 19:24 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

قيلولة بعد الظهيرة تعزز قدرات الطفل التعليمية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates