بقلم - علي ابو الريش
لقطة رائعة يسلطها نادي الفجيرة للسينما على وجه من وجوه الحياة الجوهرية، فاليوم الإمارات قطعت مسافة واسعة الخطوات باتجاه الوعي الإنساني بقيمة الإنسان ودوره في صناعة الأمل، وإطلاق جياد التقدم في مختلف المجالات، لذلك فإن الاهتمام بالسينما كشاشة أعرض من صفحة السماء، وصورة أوضح من لمعة البرق، يأتي متزامناً مع هذا الشوق العارم للانفتاح على الوجود من دون مواربة، أو خشية وهن، الأمر الذي يجعلنا نشعر بفيض من السعادة، وبخاصة وأن نادي السينما في الفجيرة ينضوي تحت طموحات فنانة إماراتية ذات قيم إبداعية رائعة مع الشعر، وكون القصيدة هي في النهاية ترفل بلغة مصورة عبر محسنات إبداعية، ورموز تقود المتلقي إلى حيث تكمن المعاني، وحيث تسكب سحابة اللغة شهدها اللذيذ.
نجوم الغانم مخرجة، وقبل ذلك فهي شاعرة، وما بين الأمرين يبذل المرء جهداً في الوصول إلى مغزى أن تتربع على هذه المنصة الثقافية، امرأة تبوأت التاجين، تاج الكلمة، وتاج الصورة، كما أن بوجود شاعر روض الكلمة منذ زمن، واستطاع أن يخلد في زمن الشعر، كما أنه استنهض الصورة السينمائية بوعي ذاتي، أمسك بزمام المرحلة متناسقاً مع المطلب الوطني في أن يصبح للسينما خيمة دافئة تستطيع من خلالها عبور الأثر، واقتفاء المآثر بوعي لا يعكس الصورة بقدر ما هو يعيد صياغة الجملة الواقعية بحيث تتناسب مع الطموحات الوطنية، وخالد الظنحاني هو من رعيل يتوسط النهرين، وقد شاع له أن يكون في المكان المناسب ليحقق مبدأ التناسب، ويصبح في الإمارات نجوماً في السينما يضيئون وجداننا بأحلام لا يطفئها غبار العربة السريعة، بل يكون لهم السبق في صناعة وعي سينمائي يرفع من شأن الفن السابع، ويضاهي ما تقوم به السينما في العالم.
سننتظر بشغف، وبتلهف سوف نجلس عند قارعة الأسئلة، تواقين إلى رؤية المشهد الأول، وستارة أولى تفصح عن إبداع إماراتي لا شك أننا متفائلون به، كما أننا فخورون بما ستجود به قريحة أبناء الصحراء، أشقاء النخلة، هؤلاء هم الذين ننقش بهم أحلامنا، وننعش أيامنا، وكل من له بصمة قلم، أو نفحة عطر، لابد وأن تسعد به حقول الوطن، وتزدان بالسعادة والحبور.