بقلم : علي أبو الريش
في يوم العيد تبدو المدينة مثل زهرة الصباح، تنثر العطر، وتوزع الفرح، والناس فراشات تزهو بأجنحة الألوان الأربعة.. في يوم العيد، تسكب النجمة، ضوء الحالمات، في المساء، اليافعات، اليانعات، الفارعات، المبديات من الدلال غرائب.
في يوم العيد، الأحلام مثل غزلان في بساتين الفرح، والأمنيات شاهقات، راسخات، نابعات من أفئدة منحها الله موطن النبوغ، وبلوغ المعالي، في هذا اليوم.. الصغار والكبار يقطفون من البهجة ثمرات النخلة الوارفة، ويخطون باتجاه المجد بجباه نحت على صفحاتها علامة الفخر بوطن حباه الله قيادة أضاءته بالحب، ولونته بأشواق العشاق وأحداق المشتاق.. في هذا اليوم، كل الأشياء والتفاصيل والفواصل والمفاصل جسد واحد، ووريد يسكب أحمره الصافي في وعاء القلب، يمنحه التقوى والورع، ويمنحه الحياة والإشراقة، ويعطيه العزيمة والإرادة لأجل غد يقطف من الأمس صرامته، ويأخذ من الحاضر بريقه، ليمضي في الخطوات واثقاً، متدفقاً، متألقاً، مشرقاً، شاهقاً، والعلو منبره ومخبره وصوته وصيته وحلمه وعلمه ونجمه وغيمه ونهاره ومسباره ورقيته ورقيه وحصنه وحضنه وفصاحته وحصافته ورجاحته وسماحته ونهله وسهله وفجره ونحره ونخوته وقدرته وحبه ودربه وطريقته وحقيقته وواقعه وحبه ودربه وطريقته وحقيقته وواقعه وموقعه ومكانته ومكمنه وحكمته وشيمته وطريقه الذي ارتضى وأحب وعشق.
في يوم العيد، لا يخطر في البال إللاك يا وطن، ولا يستولي على العقل سواك.. فأنت.. أنت الذي استوى على سراط القلب، وأصبح في الوعي نبراساً وأساساً حتى امتلأ الوجدان بتضاريسك من السلع حتى شعم.. من أول الكلمات حتى آخر النغم، لا وجود للأشياء بوجودك، لأنك الوجود والحبل الممدود واليوم الموعود والشاهد والمشهود والخير المعهود، وكلمة لا ينطقها إلا كل عاشق مدنف بحبك.
يا وطن الكرام الأحشام، ويا موطن النخلة المبجلة والصحراء النبيلة.. والعشاق كثر في الهُنا والهناك، في كل الأنحاء أنت هنا وهناك، أنت الشوق كله، والقبلة المدللة والنظرة المبجلة، أنت عنق الصابر المبتهل في عمق الصحراء، وفي ترابها المكتحل بندى المتقطرات، نهلاً وبذلاً.. في يوم العيد، نسعد فيهم الذين جعلوا أيامنا أعياداً، هم هؤلاء عيوننا التي نرى فيها الوطن ونكحل أجفاننا بأثمد منجزاتهم المذهلة.