بقلم : علي أبو الريش
«العمل أمانة».. عبارة تخرج من القلب وتدركها القلوب، والدرب الطويل مسافروه رجال امتطوا صهوات الأمل، مؤزرين بالحلم، مطوقين بالأمل، محدقين للمجد، معانقين شغاف النجوم، وشفة الغيمة.
«العمل أمانة».. رسالة منقوشة على سجادة الحرير، مفروشة بالحب، وجدية المعنى.. والحياة شجرة، يضع الثمرات على أغصانها، من أرووا قلوبهم من فرات المعاني الجميلة، والذين علمتهم الحياة كيف يشذبون الأشجار من الأوراق الصفراء، لتبقى الأرض مظللة بالكثيف الشفيف العفيف، المنيف، الساقط على الأرض مثل حبات البرد، مثل السرد في رواية تؤرخ للتاريخ أجمل تصاريفه، وتمنح العين، رؤية الجملة الرائعة والناصعة والساطعة واللامعة والمسمعة للآذان قبل العين.
«العمل أمانة».. عبارة دبجها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، برضاب الكلمات المؤثرة والموسرة القابعة عند رموش الأفق، تظلل وتجلل وتكلل وتدلل وتعلل، وتبذل ما في الجعبة من قوة وصرامة المعنى.
هذه العبارة تكفي، لتحيط بالقارات، وتميط اللثام عن بركان جهد يبذل لأن تكون الإمارات في قمة الجبل الإنساني عند قامة السابحات الساهرات الملهمات الصادحات بنبرة الوعي الغريزي، لا كناية فيه ولا تشبيه، بل هو وعي الصحراء النبيلة وعبقريتها الفذة، تقدم للعالم نموذجاً للجمال، ومثالاً للكمال، وقدوة تستحق أن تكون الشعلة والشمعة.
«العمل أمانة»، وثبة العقل الصافي كما قال أفلاطون، وقدرته على تجاوز العقبات والكبوات والنكبات والهفوات والعثرات.
هي في المجمل، خطوة الذين يعشقون الحياة ولا ينكفئون، ويصبون إلى الجمال ولا يكفون. هذه فوحة الإمارات وعبيرها من زهرة التألق، دبي من ثمرة التأنق، دبي من نفح الذين يطرقون أبواب المجد، بقلوب صامدة صارمة حازمة جازمة، ويمشون على الأديم بروح الشفافية والحيوية، ويقطفون من نضوج الأحلام أحلاها، ويكحلون رموش الأمل بأثمد الإرادة الصلبة، ويمضون ولا يتوقفون، ويصعدون ولا يهبطون، وفي الطليعة قيادة رشيدة عتيدة مجيدة، سعيدة بحب الشعب، حبورة بولائه وانتمائه، وتطويقه لها بآيات الوفاء.
«العمل أمانة» ترسيخاً لحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «من عمل منكم عملاً فليتقنه»، وإتقان العمل سمة أهل هذا البلد، وجبلتهم ونسقهم، وعندما يعلن القائد أن القادم هو التحدي، فإنه يثق بقدرات شعبه، ومن يعملون بفريقه، وموقن أن المسيرة مظفرة بسواعد المخلصين والجادين والصادقين والسائرين على الدرب من دون التفاتة أو خوف، لأن الإمكانات البشرية والمادية جديرة بأن تحقق الأمنيات، وكفيلة أن تجعل الإمارات الأولى والاستثنائية، وبالحب وحده تصنع الشعوب مجدها، وتبلل ريقه من عرق الكادحين والقادحين.