بقلم : علي أبو الريش
الإعلام حرز ورقية، وصحن بزعفران وعنبر، إنه الوقاية والحماية والدراية، إنه في الوعي نبراس يضيء معالم الطريق، ويفتح نافذة للهواء الطلق.. في لقائه بالمسؤولين في قنوات أبوظبي التلفزيونية، أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي، على أهمية الإعلام كعنبر للارتقاء بالواقع والتفكير.
هذه الكلمات الصادرة من رجل هو في صلب الوعي الإماراتي، هو في جوهر العطاء وتنمية الإنسان هو دائماً يقف عند شغاف الكلمة وأشواق الفكر الصافي، فعندما يتحدث لأصحاب الصوت والصيت، فإنه يحدد مساراً ويضع مسباراً، ليذهب بالمعنيين إلى فضاءات أوسع من فناء مبنى لتلفزيون أو إذاعة، إنه يعرف تماماً أن الإعلام إن لجمته انكسر ومات، وإن أطلقت عنانه جمح وذهب في مسارات الخطأ، لذلك لابد من الحرية الواعية والشفافية المتدفقة من قلوب محبة للوطن ومنجزاته، منتمية إلى ترابه وفية لأهله، مستبسلة لأجله.
الإعلام كتاب مفتوح لا يحتاج إلى تضمين أو تخمين، إنه الحق واليقين، إنه يسير بالنهر ولا يطفو بين النهرين أو الضفتين، إنه وجد الناس الأوفياء الذين يضعون مصالح الوطن في مقلة العين، وعلى صفحة الجبين، إنه كاللجين يضيء فناء الوطن بالكلمة الصادقة والسعي المخلص ولا مجال للتلحين.. إعلامنا عيوننا وأشواقنا هو سلاحنا للذود عن حياضنا.
وقوف سموه أمام حملة الشعلة، كان كفيلاً بأن يضع النقاط على الحروف، موجهاً ومنوهاً إلى أن هؤلاء الرجال هم العضد والسند، هم لب القلب ومنطقة في الكبد، وحيازة وفوز شبكات تلفزيوناتنا بالجوائز دليل على أننا نسير في الطريق الصحيح، ونذهب بصوت الإمارات نحو أعلى الأشجار، كي نغرد مثل الطير، ونهدل مع الحمام، ونبارك النوارس، وهي تعانق الموجة بكل بهجة.
كلمات سموه للإعلاميين إضاءة في النفوس واستنارة للطريق، بحيث لا عتمة في حضور الذين يضيئون الحياة بمصابيح الوعي، ويلونون الحلم بأجنحة الفراشات، وهذه هي سجية العشاق وطوال الأعناق، هذه هي دورة الحياة في عقول من يسيرون بالناس نحو الأفق بكل تدفق وتألق وتأنق ورونق، هذه هي فضيلة النبلاء ووسيلة النجباء، إنهم فخرنا وعزنا ومجدنا وكرامتنا، ووعينا المنبلج فجراً إماراتياً، لا حدود لطموحاته ولا ضفاف لأمنياته.
إنه المحيط، مراكبه كلمات تخرج من القلب لتلامس القلب والدفق حبر يشهد على تهذيب أوراق الروح لأجل غدٍ يزهو بمن يبذلون ولا يتقاعسون ويمنحون ولا يبخلون ويتفانون من أجل الوطن، لتبقى الراية خفاقة عالية لا تهزها ريح المغرضين ولا تعجزها شهقات الحاقدين.