بقلم : علي أبو الريش
في كل موقع ومكان، شبابنا هم فرسان الزمان والمكان، هم رايتنا ورؤيتنا، هم ساريات العَلَم الأشم، هم سفرنا الطويل في ميادين الشرف والكرامة.. الاحتفاء بهؤلاء ومصافحتهم الأيدي الكريمة، إنما هو تقدير لمن يستحق التقدير والجدير بالحب.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في استقباله لرجال المهمات الصعبة في اليمن، أكد بجلاء ووفاء لهؤلاء الرجال الأوفياء، أنهم قادرون على مواجهة التحديات.. هذه العبارة تنثر ضوءاً وضّاحاً على وجوه بيضاء، وقلوب ناصعة كالبرد.
وما يثلج الصدر، ويسعد النفس، ويثري الروح، هو هذا التلاحم الجلي بين القيادة والشعب، هذا الانسجام في روح واحدة، وهم واحد، تحت سقف الخيمة الواحدة، مشدودة بأهداب الإرادة والعزيمة والتصميم.. في الإمارات يضاء المشهد بهذه الشموس الطالعة صباحاً، ناثرة أشعة الأمل، ناشرة الأحلام الوردية على صفحات من نور، تحاك بخيوط من ذهب المعاني، والشيم العالية، ونخوة الرجال الأفذاذ.. هذه اللقاءات الحميمية، إنما تعبر عن قلوب اعشوشبت بالحب وازدهرت بالصدق، وازدهرت بالإخلاص، وزخرفت بلون النخلة النبيلة.. هذه اللقاءات، تؤكد للعالم أجمع أن الإمارات بيت واحد، ورب أسرته، قائد حكيم حليم، يمارس الحكم، بعقل شفيف، وقلب رهيف، ونخوة الصناديد ساعة الحزم والجزم والحسم.. ويحق لهؤلاء الرجال أن يفخروا بقائدهم، ويعتزوا ويرفعوا الرؤوس عالية شامخة شموخ الجبال الراسيات.. لأنهم في حضرة الأمل، لأنهم في معية زعامة، وشمها الانتماء إلى وطن، يسير في محيطات العالم بشراع البياض، ويلتقي مع الآخر بجملة الانتماء إلى أمنا الأرض، كأخوة لا فرق بين شرق أو غرب، إلا بالحب.
الحب وحده هو الذي أسقى الشجر في بلادنا، وأعلى من شأن الجبال، ومنح البحر أسطورته الخالدة.. الحب وحده، وثب بالإمارات نحو العالمية، بجدارة واستثنائية لا مرادف لها ولا مثيل.. وعندما يغرف الحب من منبعه، من نهر السواقي والتلاقي، من منهل القيادة، يصبح في الأرض جذراً راسخاً، وفي السماء فروعاً طالعة نحو النجوم، تمنح الكون حياة، وتبارك للوجود، قوة ومنعة ورفعة.. هذه اللقاءات مثل ما هو الماء، يسري في العروق، فيروي الجسد، ويمنحه البهاء والصفاء والرخاء والثراء.
هذه اللقاءات، سقف الرؤوس، تحميها من لظى الجفاء، وتمنحها جرعات في الوفاء والانتماء.. هذه اللقاءات هي التحدي نفسه لمواجهة كل متربص أو متلصص، وكسر شوكة الحالمين بأوهام وهواجس وهلوسات.. هذه اللقاءات هي السد والحد، والمد والجد والمجد الذي تهفو إليه القلوب كي تروي للأجيال قصة وطن، أهله كالجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء، ملبية نداء الشرف، قابضة على جمرة الحقيقة من أجل الحق، من أجل أن يبقى الوطن النهار الذي لا تغشاه غاشية غيمة، ولا تفسد صفاءه عين حاقد أصيب بالغمة.