بقلم : علي أبو الريش
بعد عشر سنوات، بعد عشر وثبات، بعد عشر ومضات، بعد عشر رؤى، تبدو الواحة مشرقة بالإنجاز، متألقة بالإعجاز، متأنقة بالسندس والاستبرق.
هذه يقظة الذين لا يغفلون ولا يكفون ولا يخفون، ولا يجفون ولا ينصرفون عن العطاء بكل شيء، هذه صحوة الذين ينسجون الحلم بأهداب العين وعِذاب المعين، وسر النهضة ينبغ من ذاك، الأنا المتوهج ردماً بمصابيح العبقرية المبتهج للحياة، من دون كلل أو ملل أو جلل، يقدم منجزه كتاباً مفتوحاً للملأ، وخضاباً منقوحاً من سيرة العظماء، الذين ينهلون من تجارب التاريخ، نطف النمو والارتقاء والنشوء والتطور، يعطون النهار فكرة الإضاءة، ويمنحون الليل نسيم التدفق، باتجاه عوالم مزاجها حفيف الشجر، ومذاقها رفيف الأجنحة، ورونقها شفيف الهديل.
هكذا يقدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، معجمه التنموي، بكل شفافية وبديهية من دون تحريف أو تجديف، ويسير بالقارب متوجاً بالفطرة الواعية، مكللاً بالفكرة الساعية إلى اختراق المستحيل، ليصير ممكناً وسهلاً.. هكذا يقدم سموه بلادنا للآخر، قماشة حرير ترتب وجدان الناس بحس مرهف، مدنف بهوى الإنتاج، والطاقة الإيجابية، متألق بعطاء الأنهار، وشموخ البحار، ورسوخ الأشجار.
عندما يعلن سموه أن المصلحة أولاً للمواطن، لعز الوطن ورفعته وقوته ونخوته وصبوته، وضوء أقماره التي لا تخبئ نورها في معطف النسيان، ولا تؤجل نهضتها لغد غير معلوم.. حضور العقل، هنا يسطع في دياجير الكون، فيبسط إليه مصابيح الفرح، ويلهمه قوة المعنى.. لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، فإذا كان المحيط العربي يعاني انطفاء المصابيح، فإن بلادنا هي محور الإضاءة، يشع ويلمع ويسطع، ويدفع بالتي هي أحسن نحو مستقبل يزخرف أحلام أطفاله، بالابتسامة الشفيفة، والطموحات المنيفة. عندما يعلن سموه أنه يقف على رأس فرق العمل، فإنه يضع القلم بيد التاريخ، كما يسجل ملحمة من ملاحمه العريقة على أرض الإمارات، عند شغاف الصحراء، بجوار الرواسي الشامخات، وعلى خاصرة بحر الخليج العربي الأغر.
هذه مكانة الإمارات، تكسبها من بذل الذين ينحتون على لوحة الصحراء الأبية، صورة المجد المثالية، وينقشون على ظهر الموجة بياض المهج وصفاء السريرة. هذه هي رزانة الإمارات التي تبعث برسائل صباحية لمن يهمه الأمر، بأن الحياة جهاد وعمل، ودأب وحدب، لا حياة لليائسين والمتقاعسين والمتكاسلين والمتهاونين الذين يصحون ليناموا ويتدثروا تحت لحاف الكسل.. هذه صرخة الإمارات، همس في الآذان لأجل كتابة التاريخ من جديد، في لوح محفوظ.