ما بين الصداقة والشراكة خيط
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

ما بين الصداقة والشراكة خيط

ما بين الصداقة والشراكة خيط

 صوت الإمارات -

ما بين الصداقة والشراكة خيط

بقلم - علي ابو الريش

ما بين الصداقة والشراكة خيط قد تقطعه سكين الأنانية، عندما يتدحرج وعينا على سفح جليدي، ثلجه من نثار أنا، تطورت نسلاً من نظرات ضيقة حوَّلت طرق الحياة إلى دروب ملتوية، مثل حبال غسيل قديمة.

في الصداقة بحث عن أسئلة الوجود، وفي الشراكة سؤال حول ماهية الأنا، وأذرعها الممتدة في التاريخ منذ أن نطق الإنسان الأول كلمة أنا.

في الصداقة دائرة محيطها الـ «نحن» ومركزها الحب، وكلما كبر مركز الدائرة، اتسع محيطها، وكلما أصبح العالم أكثر انتشاراً في الوجود، تضاءلت حدة الفوارق بين أصابع اليد الواحدة.

عندما تتخلى العلاقة بين الأفراد عن الشراكة، وتذهب إلى الصداقة، يصبح ماء النهر أكثر صفاءً، لأنه ينقى بأحلام قطرات المطر، ولا تغشيه غاشية ملح الأرض.

عندما تصبح الصداقة في الوعي تداخلاً بين طرفين، لا سالب بينهما يصبح الوجود أكثر دقة في ترتيب أشيائه، وتفاصيله الصغيرة، وتتخلص الإنسانية من ورطة الأنا، وتنمو على أعقابها شجيرات، أوراقها تفوح برائحة المطر وأغصانها بلون السماء.

عندما تحلق العلاقة البشرية بأجنحة الصداقة، تصفق السماء للطيور التي تتسرب في الفضاء مثل كويكبات أبدية، تهطل بالهديل ولا تسكر، تتطور في الحياة وعياً، يرسم صورة الاندماج بين مكونات الوجود من دون خطوط حمراء، تفرز شرايين الجسد الواحد عن بعضها، وتحدد كتلة الدماء ولونها وشكلها. في الصداقة يتسع الوعي كالمحيط، وتطوي الأنا سجلها إلى الأبد.

في الصداقة تتوارى الشمس القائضة، وتلف الوجود غيمة ندية تبلل ريق الحياة برضاب الحميمية، وتمنح الوجود غصن الزيتون.

في الصداقة تختفي علامة الاستفهام، وتزول شهقة التعجب، وتمضي الجملة الاسمية في سرد رواية الحياة، مثل النهر في عروق الأشجار، مثل الضوء في الغرفة المظلمة، مثل الحلم الزاهي على صفحات العفوية، مثل البريق في عينين نجلاوين، مثل الرفرفة في غضون جناحي الفراشة، مثل النضارة في وريقات زهرة برية.

عندما تحضر الشراكة، تبدو الأنا مثل أحفورة تم اكتشافها في كهف قديم، تبدو الأنا مثل مومياء استعادت روحها بصورة خرافية رهيبة، تبدو الأنا كائناً أسطورياً عدائياً، يخرج للوجود مثل طامة تهدر وتغدر، وتكسر وتفجر، وتطيح المعاني والقيم.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بين الصداقة والشراكة خيط ما بين الصداقة والشراكة خيط



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 22:25 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق فعاليات توظيف 1000 مواطن في قطاع الطاقة

GMT 13:43 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

مدرسة الوطن

GMT 03:52 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

محكمة يابانية تأمر بإغلاق مفاعل نووي

GMT 22:30 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ألف وحدة سكنية للتوزيع في مدينة المطلاع في الكويت

GMT 16:48 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

العقل البشري تصيبه الشيخوخة بعد سن الـ 25
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates