خرس راشد
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
السبت 8 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

خرس راشد

خرس راشد

 صوت الإمارات -

خرس راشد

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

خرس راشد، رشفة الشظف، ولمضة الشغف، وبلل العابرين من منطقة الغب، إلى معيريض.
اليوم تمر الركاب بلا علامة، ولا شامة، فكل الأوسمة التاريخية تلاشت، وانقضى أمرها، واختبأ وميضها خلف لجلجة الخطوات السريعة.
في هذا المكان الذي كان يطلق عليه بمنطقة «الشريشة» لا أثر، ولا خبر، ولا سبر، ولا حبر، كل الأشياء توارت تحت غشاء سميك أسود حالك، وكل الأشياء أصبحت بلا ذاكرة، حيث العقل تخلص من ثيابه القديمة، ورمى بها في مكبات عملاقة، لا تدع للعين مجالاً لرؤية ما يجب رؤيته.
اليوم وأنت تتأمل المشهد تشعر وكأنك تبحث عن إبرة في كومة قش، تشعر وكأنك تسير على رمال متحركة، تجرفك وتأخذك، إلى مناطق واهية، وبلا لون، وتسلبك قدرتك على التمعن، والتمحص، والتفحص، تجعلك في منطقة الفراغ الذهني، فلا وجه، ولا لسان لذلك «الخرس» الذي كان، وكان يملأ جعبة الزمان، ببريق لم يفقه له معنى إلا الذين شفهم التعب، وأضناهم السغب، أولئك الذين شقوا طريق الأمل من «الغب» مروراً بـ «الأسل» ثم وصولاً إلى معيريض.
رحلة التعب أبلت بلاء في الوجدان، ونحتت في الذاكرة صورة الإنسان الذي غرس شجرة الأحلام على بقعة الملح والعرق، هناك كانت الركاب تحط رحالها عند شفة الخرس، وتدلي بدلائها، لعلها تفوز بجرعة تبلل الريق، وتشفي غليل الظمآن، وتمنح المتشظي برهة من راحة، هناك كانت اليافعات ينجزن مشاريع قصص، وحكايات لم ترو، وهناك كن يتظللن تحت رهاف الجريد، ويأخذن من رمق الحياة، بعد نصب وحدب.
اليوم تبدو تلك الصورة ضرباً من خيال شاعر أو فيلماً فانتازياً، يحمل في طيات سيناريوهاته، وثبة الفكرة المتجلية عن ومضة خيال جم.
اليوم يبدو ذلك الخرس فكرة هزلية، وجدلية هاربة من المعنى، وفلسفة ربما تكون من عهود ما قبل الوعي البشري.
اليوم يبدو الخرس منطقة من فراغ المراحل وحكاية لا تسرد لطفل، ولا لغريب، لأنها فقدت معالمها، وانساحت ملامحها بعد سجور البحر، ومور الأرض، ورجة الوجدان الذي بات مختنقاً في عنق زجاجة سميكة.
اليوم يبدو الخرس في الوعي، مثل الذبابة النافقة في عبق بئر عميقة. اليوم الخرس يبدو مثل، فكرة تائهة في تجاعيد كهل نسي أحلامه في محفظة الأيام.
اليوم، يبدو الخرس نقطة الصفر في نهر متجمد، اليوم يبدو الخرس لحظة هاربة من عقارب ساعة خربة، اليوم يبدو الخرس قصيدة قديمة لشاعر مجهول الهوية.
ولكن ما أن تتحرك البوصلة باتجاه ذلك الخل الوفي، حتى تزيح الذاكرة عن كاهلها اللحاف، وتنهض متلفتة ناحية تلك الفيحاء، وترفع الأسئلة: أين ذاك الذي أسكن في الوجدان بلله؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خرس راشد خرس راشد



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 06:03 2014 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

"شارب" تعتزم إطلاق شاشات هواتف ذكية بتقنية 4K

GMT 20:33 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية رابعة الزيات تعود إلى الشاشة بفكرة برنامج جديد

GMT 03:18 2013 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

"طاقة الإماراتية" تشتري من شركة فرنسية 50% في مزرعة رياح

GMT 17:47 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

جالطة سراي التركي يعلن التعاقد مع توران

GMT 23:23 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

انطلاق فضائية "مصر قرآن كريم" بتلاوات نادرة

GMT 14:56 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

سلطان بن خليفة يحضر أفراح البلوشي والحمادي وبيشوه

GMT 12:18 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

أمل كلوني تلفت الأنظار بثوب أبيض حريري

GMT 00:27 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

انكسار "الترمومتر الزئبقي" قد يؤدي إلى الموت

GMT 08:09 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يسعى للاستثمار ببيع اللاعب رافينيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates