بقلم - علي ابو الريش
مثل الجياد تثب، وتسود، وتذود، فتصيب وتهب، هي هكذا الإمارات في مطلع العالم، وفي كل مصب، إنها الموكب الناهض في فيافي الدنيا وفي كل نخب. وبحسب مؤسسة البيانات الدولية، فإن الإمارات تؤكد تحولها إلى قوة إقليمية تكنولوجية واعدة متعددة النواحي والنواصي، من خلال تعميقها الغرس في الابتكار والغوص في الاقتصاد الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية وتكنولوجيا الفضاء.
نمو أشبه بتصاعد الأجنحة باتجاه التسامي، والعلو السامي، نمو يؤكد أن الإمارات بعد فينة من الزمن سوف تصبح المدار والمزار لكل مواهب الكون التي تسعى إلى قطف ثمرات العز والفخر، والارتقاء إلى مسافات أبعد من مواطن النجوم، وأرقى من سواكن السحابة.
هذه هي الرؤية المجللة بالحكمة، والمكللة بالفطنة، تأخذ السفينة إلى مخاضات مباركة، وتعمل على تجسيد روح العمل والإبداع والتفاني من أجل أن يبقى الوطن زاهياً، مزدهراً، مزهراً، متألقاً، رافلاً بالسندس الإستبرق، متعافياً من كل ما يعيق ويعرقل، متطوراً من نسل الرجال الأوفياء الذين يضعون تراب الوطن كحلاً للعين، ويرسمون من عشبه رموشاً تظلل، وتهلل، وتدلل، وتفضي إلى جمال لا يروق إلا للذين يتذوقون الجمال حلماً أزلياً، ومنطقاً أبدياً، وحياة لا تستقيم الحياة من دونها.
الإمارات، في عصرها الذهبي، قدرة فائقة في صناعة العقل، وإنتاج المعرفة، وزراعة الفكرة النيرة. الإمارات في زمنها اللؤلؤي تفيض بالحب، كما تزخر بالوفاء، كما تمتلئ بالطموحات الكبرى، وأبناؤها الأبرار سنابل حصاد، وقناديل وعي تملأ الوجود فرحاً، وتسخو في العطاء بلا كلل، أو وجل، لأن الحب عندما يصبح شجرة وارفة الظلال، لابد وأن يصير للأرض رسم أشبه بدائرة القمر، ولابد وأن يصبح للعشب أجنحة ترفرف بسعادة وحبور.
الإمارات اليوم، نقطة انطلاق الوعي الإنساني نحو مصافحة التقدم، قاعدة بناء النفس البشرية، من دون عوادم ولا سواقم، إنها النفرة الكبرى باتجاه المثال والنموذج، وما سوف تحتذيه العقول، وتتبعه القلوب، خاشعة ضارعة، مبتهلة لهذه الومضة الربانية التي حلت على الأرض، فتلقفها المخلصون، ليضيئوا أفنية العالم، ويلونوا حياة الناس ببياض من غير سوء.
هذه هي الإمارات.. تسرج خيولها، وتمضي في الميادين كافة، مؤزرة بعناية الله، وشغف أبنائها، وحبهم وصدقهم. هذه الإمارات أيقونة سحرية في التاريخ، وأسطورة في النماء، والانتماء.