بقلم - علي ابو الريش
رغم تشقق القماشة العالمية بفعل ريح الجائحة، إلا أن قارب الإمارات ظل مطمئناً ويعبر المحيطات بشهامة الأوفياء للإنسانية، وكرامة النبلاء الذين لا تعيقهم جائحة ولا يعرقلهم وباء، في الوصول إلى الحقيقة.
منذ أن انتشر الوباء في أصقاع العالم والإمارات تضمد الجروح، وتساند المجروح بالدواء والأطباء، وتعمل جاهدة لأجل أن يستعيد العالم عافيته، وأن تكسب الشعوب صحتها، وأن تتخلص الأسرة البيضاء من رائحة المرض اللعين.
بالأمس، واليوم، وغداً، وإلى ما لا نهاية، الإمارات تبذل ما بالوسع من أجل تخفيف الآلام، وتهدئة النفوس، وترطيب القارب بلقاح الحب، مشفوعاً بالمساعدات، والمساهمات التي لم تكف عن التواصل، والوصول إلى المحتاجين والذين يواجهون الفاقة، وأذى الوباء، وطائرات تحمل اسم الإمارات ترفع راية السلام، وفي أحشائها تضم ما يشبع ويقنع ويمنع الجوع والمرض، ويدفع الخطب عن الذين عجزت قدراتهم عن مواجهة أخطر وباء مر على الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.
وإلى جانب الكفاح المستمر الذي يقوم به أبطال الإمارات في الصفوف الأولى، على صعيد الداخل، فإن أيدٍ أخرى بروح التفاني والتضحيات تقوم بأداء واجبها الإنساني وتعمل ليل نهار في سبيل إضاءة خيوط الأمل في عيون الذين أسغبهم الداء الوبال، والذين أتعبهم المرض العضال، والإمارات في هذا الظرف، في هذه المحنة العالمية شدت الرحال إلى الأقصى والأدنى، وحملت على عاتقها مسؤولية حماية أعين الضعفاء من دمعة فراق لعزيز، وتحملت أمانة الحفاظ على نياط قلوب ورعايتها، والعناية بها، إيماناً من عشاق الإنسانية في هذا البلد العظيم بأن الإنسان في كل مكان وزمان، هو كائن، أخلاقي واحد، لا يتجزأ، ولا يتفرق، هو الجنس البشري الذي حباه الله وحدة الوجود مع سائر الكائنات، ومنحه العقل الذي يوحد هذه القيم، وهذه الشيم، وهذه النعم، ليصبح راعياً للكون، وحفيظاً على مكوناته، ومخلوقاته، وبنائه، وأرضه وأجوائه.
الإمارات وبوازع المبادئ التي زرعها الباني والمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى نهجه تسير القيادة الرشيدة، تحفظ الود الذي يمتلكه الوجدان الإماراتي، وتتحلى به صفاته، وسماته.
وقد لقيت هذه الإسهامات الرائعة شهادات من منظمات عالمية، وإشادات وضعت جهود الإمارات الإنسانية، موضع النجوم في السماء الصافية.