بقلم - علي ابو الريش
ميدان العمل التجاري في الإمارات مفتوح على مصاريعه، وللشباب فرص العمر، ولديهم مفاتيح النجاح معلقة عند أول خطوة باتجاه المشاريع الصغيرة، والتي لا بد أنها سوف تتوسع، وتتسع حدقاتها، وتصبح في القريب العاجل، مشاريع أكبر، وأوسع، وأكثر انفتاحاً على عالم التجارة، وما يحتاج إليه الشباب اليوم هو الجرأة، والتفكير بصدق ووعي بأهمية أن يكون للشباب مساحة للتحرك بعيداً عن الأعمال الرسمية، والولوج في محيط التجارة الحرة، وبذل الجهد بعيداً عن الاتكالية.
وتقوم الدولة اليوم بدعم الشباب، ومشروع خليفة لدعم المشاريع الصغيرة، لهو المنبع الذي تنبجس منه عذوبة هذا الاتجاه، والذي أصبحنا نرى منه نماذج حية وناجحة، تمتد على جغرافية البلد، لتشهد بأن شبابنا كفء، وأن طموحاتهم بدأت تخرج من حيز الوظائف الحكومية، لتلامس العمل الحر، وهذا بحد ذاته مؤشر قوي وصريح بأن المواطن الإماراتي على الرغم من تغير نسق الحياة، ونظراً لأن الحكومة هي التي تحملت أعباء التغيرات الاجتماعية، وما رافقها من رفاه في كل المفاصل، فقد أتقن المواطن حقيقة أنه أسعد إنسان على وجه الأرض، ولكن هذه السعادة لم تمنع الشباب من البحث عن سبل أعم في البحث عن الرفاهية الاجتماعية، والدخول في العمل التجاري، وإحساس الإنسان بقيمة ما يبذله في الحياة، لهو الأكثر إسعاداً له عندما يحس بقيمة ما يقدمه، وأثر ما يجنيه من مال، وكذلك الخبرة التي يكتسبها وهو يمارس العمل التجاري، ويحتك بذوي الخبرة، يبني علاقات غير التي هي في مجالات العمل الحكومي، كل ذلك يجعل من الشباب، شركاء حقيقيين، في البناء التجاري، وفي توسعة رقعة النهضة الاقتصادية في البلد، وسوف يصبح الشباب، عناصر قوة ومنعة للاقتصاد، وأوتاداً ترفع سقف الخيمة الاقتصادية، وتمكنها من مواجهة التصدعات الاقتصادية التي تواجه العالم؛ لأنه ما من اقتصاد قوي، إلا ووراءه اقتصاديون محنكون يمسكون بتلابيب الآلة الاقتصادية، ويوجهونها الاتجاه الصحيح، والذي يخدم مصالح بلدهم، ويحصنها من الهزات، والرجات، ويسندها بقوة، وصرامة، بحيث تصبح صخرة كأداء في مواجهة العوارض، والعواقب.
واليوم عندما نشهد المشاريع الناهضة في الإمارات، ونرى شبابنا يقفون بحزم خلف أعمالهم التجارية، نشعر بالفخر، ونعتز بهؤلاء الأشبال، والذين يحيون سيرة آبائهم وأجدادهم في العمل التجاري.