عادات جديدة

عادات جديدة

عادات جديدة

 صوت الإمارات -

عادات جديدة

علي ابو الريش
بقلم -علي ابو الريش

لا بد أننا لمسنا تغيرات مباغتة، هاجمت مشاعر الكثير من الأزواج، وبخاصة أولئك الذين ما اعتادوا المكوث في المنازل لفترات طويلة، ووباء كورونا، أبى إلا أن يفرض قوانينه، ويحكم قبضة على «طوال الشنب»، ويقول لهم: إذا كُنْتُمْ لم ترتدعوا، ولم يستطع أحد أن يوقفكم عند حدود السواء، فتعالوا إذاً، فهذا هو قراري، بأن تبقوا في البيوت إلى إشعار آخر.
ولكن الخنوع لأمر الوباء، والقبول بالأمر الواقع، كانت له تبعات نفسية تبعتها لغة جديدة، أصبحت تتفجر في بعض البيوت، وتثير غباراً، وسعاراً، ونيراناً في أغلب الأحيان، لأن الصدور أصبحت مثل القدور الكاتمة، لا تتحمل كلمة، ولا حتى همسة حتى يرتفع الغطاء، ويطفر الدخان الساخن، لتحترق الوجوه من شديد الحرارة.
القليل من الأزواج يستطيع أن يتكيف مع الظرف الراهن، ويحافظ على وعيه، بحيث إن حدث ما يستفزه، يقوم العقل على الفور بمقاومته، وطرد الهواء الساخن، والالتفات إلى المنطقة الباردة في الوعي، وبهذا يستطيع أن يهزم الغضب، بشكمه، وتبريد سعراته، ومن ثم كنسه خارج القلب، واستعادة المشاعر الزوجية الدفيئة، والاقتراب من الزوجة، بروح رياضية عالية، وبأخلاق تسمو بالروح إلى مراتب النجوم.
عندما يعي الزوج أن الضيق الذي يلازمه هو نتيجة القيد الذي فرضته الجائحة، وليس للزوجة والأبناء ضلع في ما يحدث، وعندما يميز بين ما يحدث في المحيط الخارجي، وما يطرأ في علاقته بالأسرة، يستطيع أن يخرج من شرنقة الإسقاطات، ويستطيع أن ينفذ من بؤرة العصاب القهري، الذي وقع فيه الكثيرون من دون أن يعوا، وحدث ما حدث لهم من شقاق وفراق أسري، مزق النسيج، ودمّر المشاعر، وجعل العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة، كالعلاقة بين الأمواج المتلاطمة.
صحيح أن الجائحة أحدثت ورماً خطيراً في الجسم الإنساني، ولكن الأخطر منها، هو ضآلة الوعي لدى البعض، مما يجعلهم ضعفاء جداً أمام أي موقف صعب، فعندما نكون على وعي بما يحدث، نستطيع أن نتجاوز الشعاب والهضاب، ونستطيع أن نعبر من دون خسائر فادحة، تكلفنا ترابطنا الأسري.
عندما نكون على وعي بما يجري من حولنا، نستطيع أن نصعد الجبل من دون أن نصاب بجروح مثخنة، وعندما نتمتع بالوعي، نستطيع أن نحوّل العتمة إلى نور وضّاء، ونعيش حياة طبيعية في أقسى الظروف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عادات جديدة عادات جديدة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates