الإدانة
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 5 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الإدانة

الإدانة

 صوت الإمارات -

الإدانة

بقلم - علي ابو الريش

لو صادف وحضرت نقاشاً في الشارع بين رجل شرطة وسائق سيارة ضبط مخالفاً لقانون المرور. سوف تعترض طريقك إلى فهم ما يجري في هذا المكان من العالم أمواج هائلة من الإدانة للغير، وسوف تظن أنك تعبر المحيط. السائق لن يعترف بالخطأ الذي ارتكبه، ولو سيقت له قوانين المرور، وعرف أنه تجاوز القانون، عندما مر في الطريق المخصص لسيارات المرور والإسعاف.
سوف يعدد السائق جملة من الحجج، والأعذار لكي يفلت من العقاب الذي يستحقه. سوف يقول لرجل المرور، إنه فعل ذلك لأن سائقاً آخر تجاوز عليه فجأة، وضايقه، ولم يملك من فرص النجاة من ارتكاب حادث أليم. 
سوف يقول إنه لم يجد خلفه أي سيارة أخرى من سيارات المرور، ولذلك فكر بالعبور من هذه الحارة الممنوعة، ثم يعود إلى مساره الصحيح. سوف يحاول أن يبعد عن نفسه الشبهة ولو أدان العالم أجمع، ليتخلص هو من ورطة الخطأ الذي ارتكبه. لو حضرت حواراً بين موظف فاشل ومديره، سوف تسمع كلاماً تشيب له الولدان، وتهتز له الأبدان. إنه كلام الإدانة للآخر.
سوف يتطرق هذا الموظف إلى تفاصيل لا علاقة لها بتقصيره في العمل ويوجه أصبع الاتهام إلى زميل له في العمل، ويتهمه بمضايقته، أو التقصير في إعطائه المعلومات التي تفيد في إتمام عمله. سوف يقول إن زملاءه في العمل غير متعاونين، ويخفون عنه أسراراً، تعرقل وصوله إلى النتائج الإيجابية، لإتمام المسؤولية الملقاة على عاتقه. وحشد من الاتهامات سوف يلقيها في وجه المدير لكي يغشي عينيه ولا يرى الحقيقة. ونحن نعيش اليوم وسط جيوش جرارة من الإدانات التي لا تعد ولا تحصى يقذفها الأشخاص في وجوه الآخرين، لكي يتملصوا من جريرة ما يرتكبونه من أخطاء في حق الآخرين.
الشخص يدين الآخرين لأنه مطوق بعقدة نقص، زرعتها الأنا في طريقه، ولم يعد يعرف أين هي الحقيقة، ولذلك أول ما يفعله لكي ينجو، يقوم بمغادرة الحقيقة، ويسكن في غرفة الأوهام، وقد يبدو هذا الشخص محقاً فيما يعبر عنه من مشاعر الحزن والإحساس بالظلم، ولكن كل هذه النقوش الوهمية، ليست إلا من إبداع كائن متخف تحت ملاءة قديمة، أراد أن يخطف الشخص، ويجعله يعيش على كومة رمل هشة، يتم اكتشاف حقيقته، بجهاز (كشف الكذب) هذا الجهاز هو المصارحة، ووضع الأصبع على مكامن الخداع البصرية التي يعيشها هذا الشخص. فالإنسان لا يدين الآخر إلا إذا حوصر بكمية هائلة من الأكاذيب، التي مع مرور الزمن تصبح بالنسبة له حقائق دامغة. الغبي يصدق عندما يُقال له إنك إنسان ذكي، ويظل يمضغ هذه الكلمة، وعندما يصطدم بامتحان الحياة ويفشل، يرفع أصبع الإدانة إلى الغير، ولا يعترف بغبائه والذي هو مصدر فشله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإدانة الإدانة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 08:20 2015 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

كوريا الشمالية تشهد أسوأ أزمة جفاف منذ 100عام

GMT 18:56 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تشجعين طفلك على ارتداء النظارة الطبية؟

GMT 18:34 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مستحضرات تجميل تعالج بهتان البشرة في فصل الشتاء

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

ميغان ماركل تكبر الأمير هارى بثلاث سنوات

GMT 19:04 2018 الثلاثاء ,22 أيار / مايو

حدث في السابع من رمضان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates