يا عشاق التسامح اتحدوا

يا عشاق التسامح.. اتحدوا

يا عشاق التسامح.. اتحدوا

 صوت الإمارات -

يا عشاق التسامح اتحدوا

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

قالها ألبير كامو قديماً: «من المحزن أن أكون سعيداً بمفردي»، عبارة تنطق بمنسوب عال من السيولة الذاتية، ومن فيض مرتفع القيمة والشيمة البشرية عندما يتحرر الإنسان من نشارة الخشب التي علقت بثيابه، وعرقلت وصوله إلى الطرف الآخر من وجه الطبيعة.
كم نحن بحاجة إلى أكثر من ألبير كامو، وكم نحن بحاجة إلى نزعة نفسية تفوق ببياضها لمعة النجمة، وأهداب الشمس، لو فكر الإنسان بما تجلبه الضغائن للبشر، والشجر، من هلاك، وضياع، وفقدان يفوق بدرجته ما تفعله الزلازل، وما تحيقه البراكين، وتأمل اللوحة التشكيلية التي أمامه، ونظر إلى تلك الوردة الطالعة بين ثنيات الأشجار، وأغرق النظر فيها، لعلم كيف يصبح الجمال ذا معنى عندما يصدر عن عفوية الكائنات، وعندما يأتي من غير شروط، ولا قواميس لغوية، ولا مصطلحات، ولا شعارات صفراء، ولا حذلقة، ولا زحلقة على جليد المشاعر البائسة. لو فكر الإنسان فيما تفعله الانكسارات الضوئية في النفوس، وما تصنعه احتيالات الصور الخرافية في الضمير الإنساني، حيث تحوله إلى أحفورة، نامت عليها أخاديد أزمنة البطش، والبؤس، وأصبحت تملأ حيزاً من المكان، ولكنها لا تثريه، ولا تمنحة قيمة في الوجود.
عندما تتسامح الأفئدة، تتحول إلى رياض تزخر بجداول العطاء، وتزدهر بزهرات الرمان، والياسمين، وتبدو في الدنيا جنات نعيم، تؤمها وجوه أشبه بأشعة الشمس، أشبه بضوء القمر، فلا فيها ضجر، ولا فيها كدر، إنها من وحي قلوب تزهو بريح، وريحان وثمر، هي هكذا تصبح في الوجود أنشودة مطر، وهديل الطير على قمم الشجر، هي هكذا تصبح أغنية على لسان حسناء زاهية مترعة بأحلى الصور، هي هكذا فضاء معبق بعبير الزهر، هي هكذا جمهورية أفلاطونية، مثالية في الزمان والمكان، وفي كل مستقر.
التسامح ليس جملة معترضة، بل هو عبارة فصيحة اللسان، جزيلة البيان، واضحة البنان، رصينة البنيان، التسامح هو من فصيلة زهرة الأقحوان، مبنية من نسيج ضمير، يصون ولا يخون، يمتد في دجى الليل، ليشع وميضاً، يملأ الكون رحمة، وفضلاً، وفضيلة، إنه الساعة الأولى من نهار الحب، إنه اللحظة المؤدلجة بالحنين إلى سبر البشرية، وسجية الناس الطيبين.
التسامح لغة لا يعرف معناها إلا من سار على منوالها يتقصى حقيقة نفسه، ويتملى وجوه العشاق، كيف بدأوا، وكيف صاروا وهم في حضرة التسامح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا عشاق التسامح اتحدوا يا عشاق التسامح اتحدوا



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة

GMT 03:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لقاء ودي بين محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي

GMT 02:31 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحمى طفلك المريض بضمور العضلات من الإصابة بفشل التنفس ؟

GMT 03:01 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يسدل الستار على فعالياته الثلاثاء

GMT 11:49 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

بلدية العين تنفذ حملات تفتيشية على 35 مقبرة

GMT 21:50 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

جينيف سماء ملبدة بغيوم الحنين والبهجة

GMT 22:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"سامسونغ" تُطلق ذراع تحكم بالألعاب لهواتف أندرويد

GMT 10:58 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

"كلاكيت" رواية جديدة للكاتب محمد عبد الرازق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates