الغضب
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 5 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الغضب

الغضب

 صوت الإمارات -

الغضب

بقلم - علي ابو الريش

الغضب مثل الدخان يعميك، ولا يجعلك ترى أبعد من أخمص القدمين. الغضب مثل الغبار يعرقل وصولك إلى الآخر، ولا يجعلك رؤيته كما هو. عندما نغضب تحتفل الأنا بأول لحظة نفقد فيها العقل، ونكون مثل قصاصات ورقية يعبث بها الهواء. نتعرف على شخصية الإنسان في ساعة الغضب، وليس في ساعة الهدوء والطمأنينة. عندما يواجه الإنسان المشكلات التي تعترض طريقه، بحكمة، وشكيمة، وفطنة، ورزانة، ورصانة يكون هو ذلك الشخص الذي فاز في سباق التحدي في ميدان الفروسية. النفس مثل الحصان، إن صنتها صانتك، وأن خنتها خانتك. عندما يكون الإنسان فارساً مقداماً ويستطيع لجم حصانه، (النفس) من الجموح والجنوح، فإنه في هذه الحالة، يملك زمام أموره ويكسب الرهان في هذه القفزة الوجودية، التي تجعله دائماً عند ضفاف نهر يرتشف من عذوبته، ويخصب وعيه من شفافيته. عندما تحضر حواراً بين شخصين، فتش عن الغضب في عيني أحدهما أو كليهما، فإن وجدت مخالبه تبرز من خلال الشرارة التي تلمع في محجري العينين، فاعلم أن هذا الشخص يكمن في جوف محارة الاحتقان الأنوي، فلا تصدق مساحيق التجميل التي تخبئ ذلك اللون الرمادي المهيب. عندما تجد ارتعاشة اليدين قد خضت، ورضت، ومضت، وعرضت الشخص لحالة من الزلزلة الداخلية، فثق أنك أمام شخص يجيد صناعة التخفي وراء الحجب، شخص بارع، مبدع في رسم لوحة تشكيلية سريالية، قابلة للتأويل والتفسير والتحليل، ولكن دلالة الغضب الهستيري تبرز في ثنايا الخاطر المهشم، والبال المحطم، والروح التي استلبت بفعل طغيان الأنا، وتكاثف جيوشها الجرّارة، التي طرقت الإنسان بحزمة من الأوهام، وحرمته من رؤية العالم كما هو، بل صوّرت له أن العالم كائن عملاق متوحش، ويجب محاربته، بكل ما أمكن من القوى النفسية، والتي بدورها تراكم كل ما لديها من نفايات التاريخ وتلقيها على سلوك الإنسان، ليبدو هو ولكن بصيغة معدلة، ويصبح المسكين في الموقف الراهن روحاً بمخالب قطة متوحشة، يصبح عقلاً بأنياب ذئب. لا يمكن ترويض من غادر رياض الأحلام الزاهية، وسكن في جزيرة تؤمها صور الوسواس المتضورة، وتحلق على رمالها طيور أبابيل ترجم النفس المتفاقمة، بالشك والريبة والأوهام المحتدمة. الشخص الغاضب مثل الأرض الرخوة لا يمكن الوثوق في صلابتها لكونها أرضاً تمتلئ بالماء الضحل، وتختبئ تحت طبقاتها فراغات أنوية، لم تكتمل دورتها في النشوء والارتقاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغضب الغضب



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 08:20 2015 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

كوريا الشمالية تشهد أسوأ أزمة جفاف منذ 100عام

GMT 18:56 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تشجعين طفلك على ارتداء النظارة الطبية؟

GMT 18:34 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مستحضرات تجميل تعالج بهتان البشرة في فصل الشتاء

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

ميغان ماركل تكبر الأمير هارى بثلاث سنوات

GMT 19:04 2018 الثلاثاء ,22 أيار / مايو

حدث في السابع من رمضان

GMT 02:38 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

"اتيكيت" الضيافة في مكاتب العمل

GMT 11:02 2015 الإثنين ,23 شباط / فبراير

الحسيني تضيف لمسات عصرية على القفطان المغربي

GMT 12:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

شمبانزي يرسم لوحات فنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates