في العيد

في العيد

في العيد

 صوت الإمارات -

في العيد

بقلم : علي أبو الريش

في العيد أوطان تنعم بثراء السعادة، وأوطان تضج بهراء التعاسة، فيه أوطان متوائمة منسجمة وأوطان محتقنة متفاقمة.

في العيد، أوطان ترفل بثوب الفخر والاعتزاز وأوطان ترزح تحت ركام الاهتزاز. في العيد أوطان تمايلت أغصان أشجارها طرباً بتغاريد العصافير الفرحانة وأوطان ذبلت أغصانها حزناً على أشعة الشمس النعسانة.
في العيد، أوطان تصافح الناس، بأيد بيضاء من غير سوء وأوطان طفح الجور بأيدي أبنائها، فاندحرت مشتومة، مسقومة، مسمومة، برماد الحرقات والحسرة، في العيد أوطان حباها الله، بنعيم الحب، وأوطان ابتلاها الله بسقيم الكرب. في العيد أوطان تزخرفت بالسندس والإستبرق وأوطان تدثرت بشراشف الموت، وسغب الحرق. في العيد أوطان أحبها الله، فحبب فيها خلقه، وأوطان غضب عليها الله فغاصت في دياجير الحقد والكراهية. في العيد، أوطان فاضت بحارها بزرقة الآمال العريضة وأوطان طفحت بحارها بلوثة الغبن والعتل الزنيم.. في العيد تلونت وجوه الصغار بابتسامات الصباح المشرق وأوطان أتعب وجوه أطفالها الأمل الذي لا يأتي.

في العيد تبللت شفاه نسائها بريق السعادة، وأوطان عجفت شفاه نسائها من شديد الأسى والفقدان، في العيد أوطان تزينت رؤوس رجالها بمعاصم اليوم البهيج، وأوطان تكللت رؤوس رجالها برباط اليوم البؤوس. في العيد أوطان أهدت أبناءها «عيدية» اللقاء الجميل، وأوطان منحت أبناءها كابوس اللقاء الكليل.

في العيد، وفي هذا الوطن الأصيل، لمعت عيون النساء والأطفال، ببريق الكبرياء والكرامة، وغنّت الصحراء النبيلة باسم الإنسان الذي أذهل العالم بعطائه وسخائه وتفانيه من أجل الأرض، وشموخها ورسوخ أوتادها.

في العيد، في هذا الوطن، النوارس فرشت ملاءاتها البيضاء مرفرفة، ريانة جذلانة، وهي تطالع الأفق بأحداق الفخر وأشواق الكائنات الأصيلة.

في العيد، هذا الوطن، يشرع نوافذ التطلع إلى غدٍ أكثر إشراقاً، تواقاً إلى المجد المجيد، وهو يحمل بين طياته إرث الذين أسسوا وبنوا عرش الكبرياء، والذين أثروا العالم بمدهشات الإبداع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في العيد في العيد



GMT 09:41 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحلامهم أوامر

GMT 14:07 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

العربية هي الأرقى

GMT 14:04 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

في معلوم السياسة في مجهول الكياسة

GMT 22:27 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبراج الإمارات السعيدة

GMT 21:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

في يوم العيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:08 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

طريقة تحضير السبرنغ رول بالخضار

GMT 13:02 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

المعلمون يعلنون عن أهمية التعلم في الهواء الطلق

GMT 23:21 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

آبل تستعد لبيع هاتفها المليار

GMT 16:04 2016 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شروط جديدة للراغبين بشراء الوحدات العقارية على الخارطة

GMT 13:41 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تراجع أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث انهيار للطبيعة

GMT 00:46 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إبراهيم عيسى يؤكد أن حراسة النصر مسؤولية كبيرة

GMT 15:56 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"سم العناكب" يعالج أحد أخطر أنواع السرطان

GMT 14:54 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيق الرسائل الخاص بـ"فيسبوك" يختبر ميزة جديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates