ذاكرة

ذاكرة

ذاكرة

 صوت الإمارات -

ذاكرة

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

في يوم من الأيام سوف تجلس الأسر، وسوف تدور الأحاديث حول وباء كورونا، وسوف تبرز مشاهد جمّة أمام شاشة العقول، وسوف يسرد كل واحد قصة، ويبوح بحكاية، وما أجملها من سير رغم فجاجتها، لأنها ستكون من ملفات ماضوية، تخرج من أدراج الذاكرة، لتصبح محل فكاهة، وضحك، وطرائف.
هكذا سوف تطرأ على بال كل من عايشوا هذا الظرف، وكل من تململوا ساعات المنع الاضطراري، وسوف يعرف هؤلاء الذين ضجروا، وتذمروا، وتبرموا مدى قيمة الجلوس خلف الجدران، وعدم الخروج إلى الشارع، سيعرف هؤلاء أن الحكمة في ذلك، كانت لأجل أن يصلوا إلى يوم يستعيدون فيه الذاكرة، ويلونون قماشتها بصور خرافية مبهجة.
في هذا اليوم الذي يتم فيه تقليب صفحات الدفتر، والبحث عن قصة حميلة، يكون الناس قد شكروا كل من ضحّوا من أجلهم، وكل من عرضوا أنفسهم للخطر، من أجل أن يحيا الآخرون، وكل من سهر لننام، وتعب لنرتاح، وشقي لنسعد، وترك أسرته وحيدة البيت تنتظر عودته سالماً ليلتئم شمل الآخرين.
سوف نتذكر هذه الصور الخلابة لرجال من هذا الوطن، ونساء تصدوا للمعضلة الكونية بقلوب ملؤها الإيمان بأن حماية الوطن أمانة، ورعاية المواطن مسؤولية والتزام أخلاقي، ووطني، وديني، وإنساني، سنتذكر هذه الهبّة من جميع المؤسسات في بلادنا، ونحن ممتنون لهذه الأيدي الطاهرة التي طبّبت، وداوت، وكانت بلسم شفاء، ومبسم سعادة لكل من عاش تحت وطأة الجائحة.
سوف نتذكر، وهذه الذاكرة هي حقيبة سفرنا في هذه الحياة، وهي محفظتنا التي تخبئ فيها كل ما يزهر القلب ويبهر العقل، ويجعل الروح راحة تغتسل من نهر البلاغة، والنبوغ، يجعلنا نسعد، ونفتخر بأننا ننتمي إلى وطن أبناؤه خلايا نحل، وعناقيد نخلة، وأركان خيمة الأمل، إذا ما اشتدت ريح، كانوا هم الوتد، وكانوا الوعد والعهد، وكانوا المد والمدى، وكانوا المداد والامتداد، وكانوا الأمد الممتد إلى الأبد.
كل ذلك يجعلنا بذاكرة تحيك قماشتها بخيوط من حرير، وتلون قميصها من موجة الفرح، وتزهر في الوجود، الجبين، اللجين، وتسفر في الحياة نجمة تسير على جفني غيمة.
كل ذلك يجعلنا نجلل كتاب التاريخ بأسماء حروفها من رمل الصحراء، وألقابها من سمات الغافة المبجلة.
كل ذلك يلهمنا نعيم الأحلام الزاهية، ويسكبنا في فنجان الحياة فوحاً، مقنداً بزعفران العفوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذاكرة ذاكرة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates