متى سنخرج من النفق

متى سنخرج من النفق؟

متى سنخرج من النفق؟

 صوت الإمارات -

متى سنخرج من النفق

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

دول ودويلات أصبح لها ناب ومخلب، وأجندة ومأرب، وراحت تحلم وتحلم، حتى أصبح الحلم مسلسلاً درامياً طويل الأمد، يضاهي المسلسلات التركية التي عظّمت وفخّمت وورّمت تاريخ دولة أشد سواداً من الليل، وأفظع اكفهراراً من وجه زعيم عصابة لا يعترف إلا بنفسه، ولا يحترم قانوناً، ولا سيادة دول، ولا مصير شعوب، ولا جاراً ولا قريباً.

هذه هي سجيّة الذين نظروا إلى التاريخ، فوجدوه الأقرب إلى أسطورة سيزيف لألبير كامو، فصاروا يحملون على أكتافهم عبء الخدع البصرية، والتصورات الخرافيّة، والحيل الدفاعيّة، ويذهبون إلى العالم بحزمة أكاذيب، وزبد، ورعد، ويخوضون غمار البحار، ويضربون بأقدامهم الصحاري والقفار، ويسومون الأبرياء سوء عذاب، ولا يبالون بحرمة أوطان، ولا يأبهون بمصائر شعوب، هؤلاء هم شذاذ الآفاق، هؤلاء هم من اعتنقوا الكذب كحقيقة، وانتهجوا الافتراء سمة أخلاقية تلازمهم، وساروا في الوجود قرحاً ودمامل تدمي الواقع الإنساني، ولا تضمر إلا الشر والتدمير، والخراب للعالمين.

المصابون بلوثة جنون العظمة، استولوا على المشهد السياسي، وارتفعوا على المنصات الخطابية، وصاروا هم الأوصياء على الحرية و«الديمقراطية»، يمضغون لبانها المر بعجرفة واستخفاف بعقول الناس، هؤلاء هم الذين يقع في سجونهم المئات، بل الآلاف من الصحفيين وقادة الرأي، ومن دون محاكمة، فقط لأنهم قالوا كلمة الحقيقة.

وعلى الرغم من معرفة العالم، وبالذات الدول العظمى، لهذه الترهات، وهذا السيل من الهراء السياسي الذي تمارسه تلك الدويلات، إلا أن العالم لم يزل في المنطقة الداكنة من اتخاذ القرار الصحيح، لردع كل مدّع وزائف، وكل معتد أثيم ومشّاء بنميم، وإيقاف صديده وعديده، وكبح جماح ركابه الهائجة، وتحقيق العدالة في العالم، ومن دون تحيّز أو إقصاء، فما يحدث اليوم في سوريا، وليبيا، واليمن، أليس هذا تدخلاً سافراً من دول غريبة عجيبة، جاءت بأجندات من مكبّات التاريخ، وقذفت بها على أراض عربية، لا تمت لها بصلة، دم ولا تاريخ.

ما يحدث في البلاد العربية، دليل على أن عصر الغاب الذي تحدث عنه فرويد لم يزل حاضراً في بعض العقول، وما يحدث في العالم العربي، يؤكد أن بعض الدول لم تزل تعيش أحلام تاريخ طوى عباءته التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى سنخرج من النفق متى سنخرج من النفق



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates