بقلم - علي ابو الريش
الأرقام لا تكذب، ولا تسرب ما يغشي، أو يفشي غير ما هو معاش على أرض الواقع. والتلاحم المجتمعي توضحه السجادة المخملية التي تسير عليها الأفئدة، لترسم صورة مثلى لمجتمع آمن مستقر، سيرته المساواة، وصورته العدالة، ونهجه التنمية، ومبدؤه الأمان للجميع، لتمضي السفينة من دون موجة غضب تعرقل، ولا لجة تسربل، ولا غيهب يكبل.
مرآة الواقع الإماراتي صافية مثل السماء الزرقاء، نقيّة مثل عين الطير، بهيّة مثل السحابة الجزيلة، سخيّة مثل النهر، ثريّة مثل البحر، ولا حد ولا صد، لبلد آمنت قيادته السديدة، بأن الحياة قماشة، نحن الذين نضع النقوش على خيوطها، لتبدو زاهية، زاهرة مزدهرة، عامرة غامرة، مثمرة.
في مجتمع تسوده فكرة الانتماء إلى الأرض، كما هي جذور الأشجار، لابد أن تؤمه الطيور من كل حدب وصوب، ولابد أن تبدو الابتسامة على بنيه مثل وردة بريّة ترفرف على خدود الرمال، فتهتف الفراشات، مبتهلة، متهلّلة، مبلّلة بندى الأشواق وأغنيات العشاق، بوجد وجودي، يستوجب على كل قارئ لهذا المشهد الربّاني أن يتأمّل بصدق، ويتزمّل بحدق يشيع له لون اللوحة التشكيلية، كما هي في الطبيعة ومن دون رتوش أو هوامش، لأن كل ما في المتن يعبر تعبيراً واقعياً عن مدى قوة المعنى، ورصانة المضمون.
فالإمارات تسير على أرض نبتت فيها أعشاب الحب، كما تنبت الزهرة في بستان متألق بالرعاية، والعناية، والحماية، الإمارات تبدو في العالم اليوم، الاستثناء الذي يؤسس لقاعدة إنسانية، تمتد جغرافيتها من المحيط، إلى المحيط، لتصبح القناة الواسعة التي توصل القارات الخمس عبر قيم لا يمكن للبشرية أن تتجاوزها.
لقد أثبتت الظروف الراهنة والعصيبة التي مرّ بها العالم، بأن التلاحم هو الإكسير الذي من خلاله استطاعت الإمارات مواجهة الجائحة بثقة وثبات، ومن دون أنّات، أو هنّات، فالطريق كانت سالكة أمام الرجال الذين حملوا شعلة البحث والتقصي عن الدواء الشافي، لأن الجميع كانوا يداً واحدة، والجميع اشتركوا في الهم، وتشاركوا في المواجهة.
فهذه هي سيرة وطن أسس بنيانه على التآلف، والتكاتف، والانصياع إلى الحقيقة، كونها المرسى الذي تحط عنده السفن رحالها، لتنجو من الخطر، وتتلافى الوقوع في الخطأ، وتتفادى الزلل.
هذه هي سيرة وطن، الحلم فيه يدعم الحقيقة، والحقيقة تعزز أضلاع الحلم، لتصبح خيمة الحب مسنودة بالإيمان، بأنه لا سواء إلا طريق الأوفياء، والذين في قلوبهم شمعة التلاقي على كلمة تجمع أعواد البناء، كي لا تتكسر فرادى.