في التعلق مضيعة للذات
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

في التعلق مضيعة للذات

في التعلق مضيعة للذات

 صوت الإمارات -

في التعلق مضيعة للذات

بقلم - علي ابو الريش

التعلق حب مرضي يؤدي إلى ضياع الذات، وذوبانها في مصهر الآخر من دون وعي، ومن دون «إرادة القوة» التي تمنعك من الذهاب إلى الخارج، وأنت في كامل الإدراك.

التعلق بالآخر، من دون وعي، كمن ينشر ملابسه على مشجب مهترئ، سرعان ما تلقي به الريح على أرض رثة.

التعلق ليس إلا علاقة بين شخصين، أحدهما نكص إلى مراحل مبكرة من الحياة، وآخر لا يملك تلك العاطفة الهوجاء التي تطيح ثوابت العلاقة المتكافئة، بين الأنا والآخر.

عندما تتعلَّق بفكرة، فأنت تذهب إليها بعينين مغمضتين، لا ترى ما بداخلها، بقدر ما أنت تتلمس الغلاف الخارجي.

ويصدق أفلاطون الذي شبه التعلق بالأشياء، مثل الذين يعيشون في الكهف المظلم، فهم عندما تسلط عليهم الأضواء الكاشفة، لا يَرَوْن غير الظلال، أما الحقائق، فتبقى خلف ظهورهم.

هكذا يصبح الشخص المتعلق، أنه كائن لا يرى غير أشباح الأفكار، والأشخاص، فيظل متعلقاً، باللا شيء، وقد يرتكب الأخطاء الفظيعة، ويدمر نفسه، ويقضي على غيره، ظناً منه أنه أمسك بزمام الحقيقة، وأن ما يقوم به هو الحقيقة الدامغة.

فقد يحب شخص شخصاً آخر، ويمتلئ بمشاعر التعلق، ويصبح ذاك الشخص هو أناه التي يمتزج بها، ويعيش لأجلها، ولا يستطيع التنفس من دونها، بينما الآخر يفكر بمنطق الذات المستقلة، التي لا يروق لها الاندماج بالآخر، إلا لأجل تحقيق ذاته، وليس ذات الآخر، ومن هنا تبدأ المشكلة المجلجلة، التي تهوي بالطير المتعلق من عَل، إلى الحضيض، وتصبح الخيالات الناصعة، مجرد فقاعة، تنتفخ، فتنفجر، ويصير الكائن المتعلق إلى ضياع، يأخذه إلى متاهات العدمية المرة.

وقد يتعلق شخص ما بفكرة ما، وتصبح هذه الفكرة الحيّز الضيق الذي يطوف في دائرته المغلقة، ولا يستطيع العيش خارجها، الأمر الذي يدفعه إلى محاربة العالم دونها، وبرغم ما في هذه الفكرة من سوداوية مهلكة، وبرغم ما فيها من عيوب مدمرة، إلا أنه لا يرى تلك العيوب، لأنه تلاشى في الفكرة، وأصبحت هي التي تقوده، وليس هو القائد، إنها العربة المعطوبة التي أنزلته من منحدر جليدي إلى الحضيض، فلا يستطيع مغادرتها، مهما بلغ به الخطر، ولا يستطيع الثبات على خشبتها المتآكلة، وفي نهاية الأمر، يذهب الأعمى والعربة، إلى سحيق، محيق، لا مفر منه، إلا إعادة الوعي، لمن فقد الوعي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في التعلق مضيعة للذات في التعلق مضيعة للذات



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 16:30 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

طحنون بن محمد يواصل استقبال المهنئين بعيد الفطر

GMT 00:12 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

«بيت النخيل»

GMT 23:37 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

فشل الارهاب و سقوط الاقنعة

GMT 22:41 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

عبد العزيز هيكل يوضح سبب إشارته إلى "النجمتين"

GMT 13:32 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

ميشيل أوباما تحثّ ماركل على التكيف مع حياتها الجديدة

GMT 21:01 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخ محمد بن راشد يعزّي في وفاة سالم المهيري

GMT 21:55 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم منتخب بيرو يستعدون لمواجهة الإكوادور وكوستاريكا وديًا

GMT 18:23 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"مصر المعاصرة" في معرض فوتوغرافي تنظمه الجامعة الأمريكية

GMT 23:55 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على تكلفة رحلة سياحية إلى الفضاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates