بقلم : علي أبو الريش
هي ظاهرة إماراتية، فريدها لا شبيه لها، زيارات من أجل الجودة ومن خدمة مجتمعية بيضاء من غير سوء، ومن أجل أن تصبح الإمارات دوماً على ظهر الموجة الناصعة تهذب سواحلها من بقايا النوايا، لأجل مزايا، ومحسنات بديعة، تضاف إلى رصيد مختار الصحاح في لغة التكامل الوظيفي.
هذه هي المعاني التي تضعها زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، في قاموس الإنتاج، والاستثنائية في المتابعة والمراقبة والدهم أحياناً لأجل غرس أشجار خضراء لا تشوبها شائبة ولا تكدر سير نموها عاقبة، زيارات تفتح الضوء الأخضر لكل من يعمل بجد واجتهاد، وكل من يضع خدمة الوطن ما بين الرمش والرمش، كما أنها تضيء الأحمر الفاقع لكل من يتهاون ويتكاسل، ويطفئ أضواء التقدم ليذهب إلى سبيل غير سبيل الوطن.
هذه الزيارات أجراس إنذار للموظف بألا يغفل ولا يهمل، ولا تشيخ إرادته ولا تضمر عزيمته، ولا تضمحل طموحاته لأن سفينة الوطن ماضية إلى العلا، ومن يتأخر يبقى وحيداً في قلب العاصفة.. هذه الزيارات طرق على أبواب النائمين لتبقى اليقظة مفتاح الولوج إلى سهول العشب القشيب، ويبقى العمل الدؤوب خرير الماء الصافي يسقي جذوع الشجر، ويبلل أجنحة الطير بالعذوبة ويمنح الحياة بريقاً أنيقاً متألقاً.
هذه الزيارات مساحة الوعي الواسعة تشرق بشموس الأحلام الزاهية، ويبرق مؤذنه بهطول المطر، ومن كانت خيمته مترهلة، فعليه أن يشد الحبال، وأن يرسخ الأوتاد، فلا مكان في الإمارات للذين يخبئون الرؤوس تحت غيمات الوهم، ولا منزلة لمن لا يعرف أن العمل واجب وطني مقدس لا جدال حوله ولا مجاملة فيه.
هذه الزيارات فتح من فتوح الإمارات المباركة التي جعلت الإنسان على هذه الأرض يمشي، ورأسه مرفوعة وعيناه يشع منهما وميض البروق الممطرة، هذه الزيارات نسق إماراتي قح لا مثيل له ولا بديل عنه، لأنه أرسى سفينة العمل الوظيفي عند مرافئ النجاح الباهر، والظفر بالإنجازات المدهشة وتحقيق المشاريع العملاقة في زمن قياسي بمعيار التطور الحضاري للأمم.
هذه الزيارات ناموس العشاق الذين نضدوا أبيات الوطن في قصيدة عصماء يتحدث عنها العالم بفرح، لأنها أشاعت السعادة في القلوب والدروب، وأصبحنا نرفل في السندس والإستبرق، ونحظى بعناية المجللين بفكر التفاني، المكللين برغبة الانتماء إلى الإنسان والوفاء له والتضحية من أجل سعادته ورفاهيته وتراثه الحضاري والوجداني.