الإحباط آفة المنكسرين
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 5 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الإحباط آفة المنكسرين

الإحباط آفة المنكسرين

 صوت الإمارات -

الإحباط آفة المنكسرين

بقلم - علي ابو الريش

الإحباط آفة المنكسرين، والشعور بالدونية، مثل السقوط من على جبل شاهق.

عندما يفقد المرء الإحساس بقيمة الذات، فإنه يصبح مثل طائرة ورقية تتقاذفها الريح، فلا هو ثابت في الفضاء، ولا هو راكز على الأرض، إنه كائن يعيش على حافة حفرة سوداء، إنه في اللاشيء.

الإدانة للذات، وتأنيبها، وتوبيخ الإنسان نفسه لأتفه الأسباب، هو نتاج حالة عدمية، مبعثها تنشئة منزلية، أحيطت باختزال الشخصية، وتحويلها إلى نتوء نافر في الجلد.

الاعتناء بالذات لا يقل أهمية عن الاهتمام بالمظهر الخارجي، بل إن الاثنين يعبران عن حالة الإنسان النفسية.

عندما لا يجد الإنسان أي أهمية لنفسه أمام الآخرين، فإنه يذهب بالذات إلى مراحل قصوى في الدونية، يأخذها إلى عوالم ما بعد الفراغ، يأخذها إلى تقاعد مبكّر، وإلى جلوس على دكة الاحتياط.

عندما يقول لك شخص ما إنني لا أنفع لشيء، أو أنا فاشل، أو أن الناس لا يقبلونني في محيطهم، أو لا أجد جدوى من دخولي في محيط يوجد فيه أشخاص أرفع مني.

كل هذه العبارات، تند عن حالة نفسية مهشّمة، وعن لا وعي مأزوم بتاريخ من الانكسارات والانهيارات الأرضية، ألمَّت بهذا الشخص، وعن تجارب مأساوية سابقة، لم تزل تمسك بزمام مسيرته الحياتية، أي أنه لم يزل في النفق التاريخي، لم يزل يسكن منطقة الماضي، إنه في حالة نكوص مزرية، تقبض على عنق الزجاجة في نفسه.

مثل هؤلاء الأشخاص قد يتمتعون بذكاء حاد، ولكن كمية الإحباط تداهمهم، وتغشي عيونهم، مثل الغبار الذي يمنع الرؤية أمام سائق عربة في شارع ضيق.
الإحباط مقبرة الأحياء، هؤلاء أموات تأخر دفنهم، أو هم أموات يمشون على الأرض.

الإحباط كتلة من جحيم، تهيم في كومة قش، والإحباط موجة عارمة تضرب بمخالبها جداراً رملياً.

لذلك عندما تثني على شخص محبط، وقد قدم عملاً يستحق الثناء، فإنك لن تغير من دوافعه شيئاً، إنه في حالة الدخول في النفق، فلن تصل إليه أضواء مصابيحك، لن يشعر بهمسك، لأنه يغط في السديم، لأنه خارج منطقة التواصل السمعي، وشاحن البطارية معطَّل إلى أجل غير مسمى.

الثناء بالنسبة للشخص المحبط، مثل ضرب مسمار صدئ في جدار إسمنتي سميك، والاستمرار في الإطراء، يزيد المحبط إحباطاً، لأنه تثبت عند مرحلة طفولية، كل الكلمات فيها هي رسائل تثبيط، وحرق أوراق، وتكسير عظام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإحباط آفة المنكسرين الإحباط آفة المنكسرين



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 08:20 2015 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

كوريا الشمالية تشهد أسوأ أزمة جفاف منذ 100عام

GMT 18:56 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تشجعين طفلك على ارتداء النظارة الطبية؟

GMT 18:34 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مستحضرات تجميل تعالج بهتان البشرة في فصل الشتاء

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

ميغان ماركل تكبر الأمير هارى بثلاث سنوات

GMT 19:04 2018 الثلاثاء ,22 أيار / مايو

حدث في السابع من رمضان

GMT 02:38 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

"اتيكيت" الضيافة في مكاتب العمل

GMT 11:02 2015 الإثنين ,23 شباط / فبراير

الحسيني تضيف لمسات عصرية على القفطان المغربي

GMT 12:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

شمبانزي يرسم لوحات فنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates